أيام قليلة وينطلق الدوري الأسباني في ظل أزمة اقتصادية حادة تعاني منها البلاد، أدت لرفع نسبة العاطلين عن العمل ومن فقدوا وظائفهم إلى قرابة 25٪ من إجمالي السكان. انعكاسات هذه الأزمة لن تكون بعيدة عن محيط كرة القدم في البلاد، حيث أن كثيراً من الجماهير في مختلف أرجاء أسبانيا لن تتمكن من شراء التذاكر لحضور مباريات فرقها أو شراء منتجاته، الأمر الذي سيؤثر كذلك على الأندية التي ستجد نفسها عاجزة عن تحقيق رغبات جماهيرها باستقطاب لاعبين جدد أو حتى الحفاظ على لاعبيها الحاليين. في الموسم الماضي بادرت بعض الأندية بتقديم عروض قبل مباريات مختارة للجماهير رغبة منها في تحفيزهم على التواجد والدعم. أما هذا الموسم، فالوضع أكثر صعوبة والأزمة أشد ضراوة، لذلك قامت أندية عديدة بالاستعداد لذلك مبكراً وصممت عروض وباقات مبتكرة للجماهير سأستعرض بعضاً منها في السطور التالية. تخفيضات خيتافي وليفانتي منذ نهاية الموسم الماضي، وعندما تأهل ليفانتي لأول مرة في تاريخه إلى بطولة الدوري الأوروبي، قام بتقديم عرض مجنون لجماهيره بتخفيض تذاكره الموسمية بنسبة وصلت إلى 50٪، طمعاً في ضمان حضور جماهيري في مباريات الدوري الأسباني والدوري الأوروبي. أما خلال هذا الصيف، ومع اقتراب انطلاق الدوري قام نادي خيتافي بتخفيض تذاكره الموسمية بنسبة 30٪، كما رفع نسبة التخفيض لجماهيره العاطلة عن العمل إلى 50٪ من سعرها السابق، إضافة لسماحه للأطفال دون 10 أعوام بالدخول المجاني، حيث قال رئيس النادي إننا لا نريد أن نفقد مشجعينا الصغار بأن يتوجهو لتشجيع ريال مدريد أو برشلونة! أقساط فالنسيا ووعود إشبيلية وثقة أتلتيكو فالنسيا أبقى على أسعاره كما هي، ولكنه أتاح لحملة التذاكر الموسمية السابقين وكذلك المتقدمين الجدد فرصة تقسيط قيمة التذكرة للنادي على تسعة أشهر دون أي فوائد. النادي قال أنه يدرك أن تأخر تجديد العديد من الأعضاء السابقين هو أمر عائد إما لفقدان البعض لوظائفهم أو بسبب الديون المتراكمة عليهم. النادي الأندلسي الآخر “إشبيلية”، والذي شهد موسمه الماضي أحد أسوأ عروضه بالعقد الأخير، أعلن أنه بالفعل فقد حتى الآن قرابة 3،000 عضو من أصحاب التذاكر الموسمية عن الموسم الماضي وهو فارق قد يتقلص كلما اقترب انطلاق الموسم، ولكن رئيس النادي أكد أنهم بصدد وضع خطة تعطي ضمانات وأفضلية لمن يقف مع النادي في هذه الظروف الاقتصادية والرياضية السيئة وذلك حين يتأهل الفريق للعب في المنافسات الأوروبية مجدداً. أما بالنسبة لحامل لقب الدوري الأوروبي أتلتيكو مدريد، فقام برفع أسعار تذاكره بشكل بسيط (ما بين 15 إلى 30 يورو) وأضاف إليها إمكانية حضور مباريات الفريق الرديف والفئات السنية وكذلك الرياضات الأخرى، الأمر الذي أدى إلى تجديد أكثر من 90٪ من أعضائه لبطاقاتهم الموسمية. الأندية كذلك تمر بأزمات الأزمة الاقتصادية لم تكتفِ بالتأثير على الجماهير بل حتى الأندية تعاني بشكل كبير، فنادي ملقا لم يتمكن من الإيفاء بديونه وسداد رواتب بعض لاعبيه مما اضطره لبيع نجمه الأول كازورلا، وهو في الطريق لبيع عدد من نجومه. أما نادي أوساسونا فإنه يعمل جنباً إلى جنب مع حكومة منطقته لإعادة جدولة ديونه على فترة 10 سنوات بهدف الحفاظ على ملعبه الحالي. أما بالنسبة لعملاقي الكرة الأسبانية برشلونة وريال مدريد، فبالتأكيد أن شعبيتهما الجارفة داخل وخارج أسبانيا تسعفهما كثيراً في تجاوز هذه الأزمة، إضافة لاحتكارهما نصف عوائد الدخل التلفزيوني تقريباً. بل يكفي أن نعرف أن الفريق الرديف لبرشلونة (بارسا – ب) ولريال مدريد (ريال مدريد كاستيا) واللذين يلعبان في دوري الدرجة الثانية قد تجاوزا في إنفاقهما في فترة الانتقالات الصيفية أكثر من نصف أندية الدرجة الأولى في الدوري الأسباني بحسب تقرير نشرته صحيفة ماركا! من جهته، فاجأ إتحاد الكرة في أسبانيا الجميع عند إصدار مواعيد الجولات الأولى من الدوري الأسباني بجدولة بعض المباريات لتبدأ الساعة 11:00 مساء بتوقيت البلاد! أي أنها لا تنتهي إلا عند حدود الواحدة بعد منتصف الليل وذلك بشكل غير مسبوق أدى لتذمر وتندر العديد من مسؤولي الأندية خصوصاً تلك التي ستُلعب أيام الأحد والأثنين، فهل أثّر ارتفاع نسب البطالة على تحديد مواعيد المباريات كذلك لتناسبهم؟