العالم ينهار من تحت أقدامنا، حروب، صواريخ، قتلى في كل مكان، تيارات تموت وأخرى تكتسح عروش الحكم، كل شيء يتغير من حولنا، والنساء مدفونات في مطابخهن، الرجال يعقدون صفقات خطيرة، أسلحة، ومخدرات، وخطط حرب ومساعي سلام، اجتمعات على مستويات عالية، شيء سري وشيء علني، ونحن مشغولات بأنواع الشوربة، وأطباق رمضان، وأنواع الحلو، والمسلسلات العربية التي لاتزال تعامل المرأة على أنها كائن مطبخي أو بيتي بامتياز. في هذا الشهر الكريم أتأكد أن النساء جِئن من كوكب آخر، وأن الرجال هذا كوكبهم، فهم منذ عصر الديناصورات وهم يقاتلون، ولم تستطِع المرأة أن تحصل على عقل الرجل لا من خلال معدته ولا من خلال إغرائه. لماذا لا تغير الوصفة، وتتوقف عن تدليله؟ هكذا أن يدخل الرجل من حروبه ويدخل بيتاً بلا روائح طيبة، بلا مائدة، بلا شوربة، بلا بطيخ، وبلا بلوط…! خليه يتعلم الطبخ، يقضي نصف عمره في فرم البصل والثوم ومراقبة الطناجر، وحين يتعب ينهار على الكنبة المقابلة للتليفزيون، وأراهن أنه لن يتحمل رؤية خمس دقائق من نشرات الأخبار العربية التي تبث صور جثث الأطفال وكأنها تبيّن فخرنا بالموت!! هؤلاء الرجال الذين يقررون مصائرنا نحو الأسوأ تُراهم يستحقون منا كل هذا الحب والدلال والاحترام والرهبة؟ تراهم يعرفون أننا نريد منهم السلام والأمان قبل كل شيء؟