الدمام – إبراهيم جبر أشعر أنني لم أعد أجلس في مكان نظيف ومحترف الهوامير النسائية الجديدة التي دخلت علينا لم تكن كما كانت في النص دور ريم عبدالله حوالى 14 حلقة وتم وضع اسمها في التتر قبل أحمد الصالح أجريت عملية بالون وقال لي الطبيب إذا لم تتحسن سنجري عملية قلب مفتوح أبدى الفنان سمير الناصر استياءه هذه السنة من منتجي «هوامير الصحراء»، مبيناً أن ذلك أحد الأسباب الأساسية وراء الأزمة القلبية التي تعرض لها مؤخراً. «الشرق» حاورت الناصر في ما يخص تجربته في الدراما الرمضانية هذا العام، مستطلعة ما جرى بعد عرض مسلسل «هوامير الصحراء» في جزئه الرابع من شد وجذب بين الأطراف المشاركة فيه: * - نريد بداية أن نطمئن على صحتك بعد الأزمة التي تعرضت لها. - الحمدلله رب العالمين على قضائه. وأحمل «هوامير الصحراء»، وإدارة إنتاجه، أسباب ما أصابني من «أزمة قلبية»، فبعد أن بذلنا مجهودنا لإنجاز المسلسل، لم تكن إدارة الإنتاج والمنتج على المستوى الذي كانا عليه في الأعوام السابقة. لقد وصلا هذه السنة إلى مرحلة سيئة. * - ماذا حدث بالضبط؟ - الذي حدث أنهم جلبوا لك «عفاطي مال أمس وأول أمس»، والعفطي هو السمك الصغير، وجعلوهم نجوم العمل، وأصبح نجوم العمل الحقيقيون الذين يعملون فيه منذ أربع سنوات شبه كومبارس. طبعاً هذا شيء «يزعل». * - قال سعد خضر في جريدة «الشرق» إن ما تعرض له الفنان أحمد الصالح يعد نسفاً لتاريخه الفني. - نعم، هذا الكلام سليم. العمل بدأ صغيراً، والفنان أحمد الصالح عمل فيه لمدة أربع سنوات، حتى أصبح كبيراً، وهنا يفترض أن يتم تقدير جهده واسمه، لكننا فوجئنا هذه السنة بأننا أمام أكبر مأساة إنتاجية. حاولنا التفاهم مع الجهات المعنية، روتانا، وأصحاب روتانا، لكنهم لم يكونوا على مستوى النقاش، أو الحوار. وإن أخذناها من باب ضميرنا وتاريخنا كفنانين، فلا يوجد مجال للمهاترات، كنا نأكل من أنفسنا من أجل أن ننهي العمل، لكن مع الأسف الطرف الآخر لم يستوعب ذلك، وكان يتعامل معنا على أننا ضعفاء، ويمكن السيطرة علينا، وأخذ حقوقنا. إن تلك التصرفات، مع الأسف، مشوهة. * - العامر يقول مشكلتنا مع أحمد الصالح فقط. - مشكلته مع أحمد الصالح، ومع سمير الناصر، ومع سعد خضر، ومع كل المجموعة. أنا في آخر أيامي تسببوا لي بمرض، ولولا «هوامير الصحراء» لم أكن في هذه الحالة. فعندما تقدم خبرتك وتاريخك وتجاربك إلى أشخاص فإنك تحاول أن ترفع من شأنهم، لكنهم قابلونا بالجحود، فمن هو الفنان «فلان الفلاني» لكي يصل إلى هذه المرحلة من النجومية. * - بصراحة، هل تغيير التتر أصابك بالإحباط؟ - أنا لم أفكر في التتر، ولم أفكر بالعمل كله، لأن العمل خرج من مكان التقنية والإبداع إلى مكان الجهل والتخلف، وصار في مكان يثير الرثاء، وأصبحت في مكان لا تعرف فيه من هو صاحبك. تكلم هذا فيقول المنتج، وتكلم روتانا فتقول «مو أنا المنتج». وصاحب القرار غيَّر في كثير من المفاهيم والمعلومات، وفي تسلسل الخط الدرامي للعمل ككل أثناء تنفيذ العمل. * - هل غياب ميساء مغربي وراء كل ذلك؟ - ميساء لم تكن موجودة في العمل، وافترض النص أنه وقع لها حادث، وانتهى دورها في العمل في الجزء الرابع، وهي صرحت بأنها غير متواجدة في الجزء الرابع. لكنهم أحضروا ميساء ووضعوها من أول حلقة إلى آخر حلقة في المستشفى وهي في غيبوبة، وأبوها يزورها، وأمها تزورها، لكن لم تكن موجودة في الحدث الدرامي. وسبحان الله في هذه الهوامير النسائية الجدد التي دخلت علينا، ولم يكنّ كما كنّ في النص. النص تغير بعد إنتاج العمل لظروف لا نعلم ما هي، وأحسست أنك لم تعد تجلس في مكان نظيف محترف. قلنا كما يقول المثل الشعبي «خل القرعة ترعى. والحكم الأخير سيكون للجمهور. إذا كان هناك جمهور متابع سيقيم العمل، وهناك ضحايا كثر للعمل، المصور راح ضحية مهندس الصوت راح ضحية «اللوكشينات»، أو مواقع التصوير راحت التي كانت موجودة راحت ضحية، لأن «اللوكيشنات «لم تكن تلك على مستوى ما قدم في «هوامير الصحراء» في أجزائه الثلاثة السابقة. مخرج الجزء الرابع جديد ووقع ضحية أيضاً، فقد أتى ليكمل نجاحات مخرج سابق، وهناك أدوات لم يستطع أن يشتغل عليها، والإنتاج لم يوفر له الأشياء المطلوبة. وفي هذه السنة كنا نريد أن ننهي العمل فقط، وبعد أن كنا سابقاً نذهب لنستمتع ونضحك، أصبحنا نستعجل الانتهاء من العمل (مواعيد غلط، تأخير في المواعيد، ممثلات لا يلتزمن بمواعيد التصوير، حتى أن إحداهن عطلتنا حوالي عشرين يوماً لأنها مرتبطة بمسلسل آخر، وإدارة الإنتاج غير قادرة على إجبارها على الإلتزام بالمواعيد. بالمختصر، كانت ظروف الإنتاج صعبة. أما الممثلات من جنسيات عربية، فواجهتهن مسألة التأشيرات السعودية، وهناك ظروف كثيرة غيرت في أحداث العمل الدرامي. كل ذلك يعاكس ما عشناه من جو عائلي في الأجزاء السابقة، حين كنا نعمل ونستمتع. * - لماذا كل ذلك؟ - أحسسنا أننا تتعامل مع أناس حديثي عهد إنتاجياً، وليس لديهم قدرات إنتاجية، مع أن المال موجود، لكنه يُصرف على أشياء سخيفة، وعند الأشياء المهمة يقولون: لا توجد أموال. * - • هل وجود ريم عبدالله بدلاً من ميساء سبَّب كل هذه التغيرات؟ - ريم عبدالله لم تحل بدلاً من ميساء، وليس لها علاقة بما قلت. وريم شخصية درامية كتبت في العمل كخط درامي ليس له علاقة بميساء. حتى أمل العوضي ليس لها علاقة بميساء. لكن مع الأسف، تم التعامل معهما على أنهما نجمتان، ونجوم «فرواده» كبار. دور ريم عبدالله حوالي 14 حلقة وضعت في المقدمة، وتم وضع اسمها في التتر قبل أحمد الصالح، هي يمين وهو يسار «التتر»، يعني أنها قبل أحمد الصالح، وقبل سمير الناصر، وعلي السبع، وسعيد قريش، وسعد خضر، وكل الأسماء السابقة (أين محلها من الإعراب؟). تخيل أن توضع أمل العوضي مع عبدالله العامر في تتر واحد، والسؤال: من هو عبدالله العامر بالنسبة لهوامير الصحراء، وبالنسبة لتاريخ النجوم الذين معه؟ وإذا كان عقدنا مع عبدالله العامر، وهو صاحب المؤسسة، وهو المنتج المنفذ للعمل، فمن هو صاحب القرار الذي بيده تغيير مثل هذه الأشياء؟ * - أخبرنا عن تفاصيل أزمتك الصحية؟ - الحمدلله، هذه أول سنة أجلس فيها وأتفرغ لنفسي، بعيداً عن الأعمال الفنية، من مسرح، أو تلفزيون، أو إذاعة. وهذه السنة للراحة والاستجمام، بعد ظروف صحية «كنا بنروح فيها». وما حدث أنني كنت في إجازة قبل رمضان ب18 يوماً في تركيا مع الأهل، وحدثت لي أزمة قلبية حادة هناك، ودخلت على إثرها المستشفى، وتبين أن أحد الشرايين مغلق مائة بالمائة. والحمد لله، ربي أنقذني، وكتب لي عمراً جديداً، بعد أن قضيت مدة خمسة أيام في المستشفى أجرى لي الطبيب خلالها عملية بالون، وقال لي: انتظر لمدة دقائق إذا لم تتحسن سنجري عملية قلب مفتوح. وعدت إلى السعودية قبل يومين من رمضان، وتسرب خبر مرضي، فجاءتني اتصالات من الوسط الفني وخارجه، ومن داخل المملكة وخارجها، والحمدلله على كل شيء.