اقتحم جنود شرطة النجدة في اليمن أمس مبنى وزارة الداخلية، وحطموا جميع أبوابها، وأطلقوا النار في الهواء وطردوا كافة موظفي الوزارة ومسؤوليها وفي مقدمتهم الوزير. وقال مسؤول أمني ل «الشرق» إن جنود النجدة طردوا قائدهم المعيَّن منذ أشهر ورفعوا شعار «ارحل» في وجهه منذ دخوله بوابة المعسكر وأجبروه على الخروج منه مطرودا. كما منع جنود النجدة جميع مسؤولي وزارة الداخلية باستثناء الوزير من الخروج بسياراتهم وأخرجوهم راجلين معتبرين أن السيارات ملك الدولة وليست لهم. وجاء تمرد قوات النجدة للمطالبة بمستحقات مالية لهم عند وزارة الداخلية، وتعاني مؤسسات عسكرية وأمنية في اليمن من اضطرابات بسبب وعود بتحسين الوضع المادي للعاملين فيها لم تُنفَّذ حتى الآن. وفي سياقٍ آخر، أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس عبد ربه منصور هادي رفض استقبال نائب وزير الطاقة الإيراني مسعود حسيني مبعوث الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى هادي،الذي وصل صنعاء مساء السبت وكان مقررا أن يلتقي هادي بعد وصوله بساعات غير أن اللقاء تأجل. وأضافت المصادر أن هادي لم يلتق مبعوث نجاد حتى ساعة كتابة هذا الخبر، غير أنه تواصل مع مسؤولين في الخارجية اليمنية لإقناع هادي باستقباله. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية اليمني تسلم رسالة نجاد من مبعوثه وسيسلمها للرئيس هادي. ويحمل المسؤول الإيراني رسالة من الرئيس أحمدي نجاد إلى الرئيس هادي تدعوه إلى المشاركة في قمة عدم الانحياز التي ستُعقَد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بدوره، شدد المبعوث الإيراني، في تصريحاتٍ صحفية، على حرص بلاده على أمن واستقرار ووحدة أراضي اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. وجاء حسيني إلى صنعاء بعد حملة رسمية وشعبية ضد طهران وتدخلاتها في الشؤون اليمنية، وذكرت مصادر أن المبعوث الإيراني جاء لاحتواء أزمة خلية التجسس الإيرانية التي أُعلِنَ القبض عليها في صنعاء الأسبوع الماضي. وتحدثت مصادر عن عرض إيراني يحمله مبعوث نجاد يتعلق بتقريب وجهات النظر بين قوى الحراك الجنوبي المدعومة من طهران والرئيس هادي إضافة إلى تنفيذ مشروعات كهربائية في اليمن تمولها طهران. من جانبه، التقى وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد في صنعاء أمس سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي بن محمد الحمدان. من ناحيته، أكد السفير الحمدان وقوف المملكة لدعم استكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة تهديدات التطرف والإرهاب مشيراً إلى أهمية وقوف المجتمع الدولي في مواجهة تنظيم القاعدة ودعم الشعب اليمني من أجل محاربة ومواجهة الأفكار الإرهابية الضالة. عقب اللقاء زار سفير خادم الحرمين الشريفين مقر المعهد الفني للقوات المسلحة اليمنية الذي تم بناؤه كمنحة مقدمة من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.