قيل قديما لا يضيع شيء ذو قيمة إذا ضحينا بالوقت الكافي في سبيل إتقانه، وقيل أيضاً الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك.. ومن هنا يتضح جليا أهمية الوقت للإنسان في سعيه الروتيني على مدارج الحياة دون توقف فكلما انهمك المرء بعمل ما تسرقه الساعات بدقائقها وثوانيها دون أن يعلم. والأشخاص الذين يتعاملون بواقعية في حياتهم ويجعلون من الوقت منهاجا ليخرجوا عن إطاره تجدهم يتخذون لغة المواعيد ذوقا رفيعا يتخاطبون بها مع كل الفئات خاصة في عصرنا الحالي الذي يفوتنا بمروره بسرعة ونعمل جاهدين للحاق به، لذلك نجد هؤلاء أحسنوا التصرف بعقارب الزمن. وعكس الاتجاه يوجد على الجانب الآخر فئة ما لبثت أن تداركت نفسها غير عابئة بما تتطلبه أوقاتهم من المزيد والمزيد من الوقوف للحظات للتخطيط والتنفيذ الدقيق، وهاتان نقطتان مفقودتان لديها، وأسوق هنا موقفا أو بالأصح ملحوظة قادني إليها فضولي الدائم في البحث وحب الاطلاع. فلي صديق كنت أنوي محادثته في وقته المهدر الذي يقضي معظمه في التسكع في الشوارع دون الاستفادة المثلى منه، وعندما نظرت إلى معصم يده لم أر ملامح تدل على وجود ساعة يد يحملها، فقلت له لماذا هذا؟ فقال إذا تحملت مسؤولية مستقبلا فسيكون للوقت معي بقية!.