د. حاتم سعيد الغامدي عمري 25 سنة. تطلقت منذ سنة، وليس لي أطفال من طليقي، ومشكلتي تكمن في أن أهلي يضغطون علي، فلا تعجبهم تصرفاتي، ودائماً ما يشعرونني بالنقص، كوني بلا رجل، لدرجة أني أتمنى الموت لنفسي في بعض الأحيان.. أرجو المساعدة. (الجوهرة الجنوب) في حقيقة الأمر، لم يَعد الطلاق أمراً معيباً، أو نادراً، كما في السابق، فالطلاق أمر شرعي أحله المولى عز وجل لأسباب قد تستحيل معها الحياة الزوجية، وقد يكون حلاً لمعاناة قد يعانيها أحد الزوجين، أو كلاهما، ليغني كلاً منهما من واسع فضله، فالحياة مازالت مستمرة أمامك، ولا يعني عدم التوفيق في هذه التجربة ألا يحالفك الحظ في إيجاد سعادتك مع زوج آخر، بإذن الله. ونحن لن نستطيع أن نغير حقيقة أنكِ مُطلقة، لكن نستطيع أن نتجاهل الضغط وكلام الناس، إن شعرتِ داخل نفسكِ بأن كونك مُطلقة لا يعيبك في شيء أبداً، ولا ينتقص من أنوثتك، أو خُلقكِ، أو أي شيء آخر، وأنكِ أفضل من كثيرات طُلِّقن، ولكن كان طلاقهن بحرمان من أطفالهن، أو عاهات جسديَّة، أو أية خسائر نفسية، أو معنوية. وقد يكون ضغط أهلك عليك في هذه الفترة هو خوف عليك، لا منك، فيجب عليك أن تتفهمي وجه نظرهم، وتحاولي أن تعطيهم تطمين عن سلوكك الذي لا يعجبهم كما ذكرت في رسالتك. وشعورك بالنقص، وتمنيك الموت، هي أعراض مصاحبة لحالة من الاكتئاب النفسي التفاعلي، والتي قد تكونين فيها وأنت لا تعلمين. اشغلي نفسكِ دائماً؛ حتى لا تقعي فريسة التفكير في المستقبل، وسجينة آلام الماضي، وحدّدي لنفسك أهدافاً جديدة، بالإضافة إلى الزواج، واعملي لتحقيقها، جددي روحك، واسجدي في الليل لربِّ الخَلق، واطلبي منه بصدق ويقين أن يهبك الراحة والاطمئنان. وثقي بأن المصائب التي تصيب الإنسان دائماً تحمل بين طيَّاتها حِكَماً وفوائد عظيمة، تحتاج منا فقط أن نفتح جيوبها، ونفتِّش بين ثنايا غطائها.