كتبت قبل شهر ونصف تقريباً مقالاً بعنوان (شركة الكهرباء.. اتقوا الله فينا) عن شركة الكهرباء ومسلسل انقطاعها وحجم مشاريعها وميزانيتها وإنفاقها، وعلقت على تصريح للشركة بأنها تعد بصيف خال من الانقطاعات بأن «أحلق شنبي إذا تم الأمر»، والحمد لله لم تتم ثلاثة أيام من ذلك المقال حتى انقطعت الكهرباء عن منزلي، فشكراً مسؤولي الكهرباء لخوفكم على شنب مواطن سعودي من الحلق. مسرحيات شركة الكهرباء الانقطاعية مستمرة عاماً بعد عام، أضف لها فواتير الكهرباء التي تتجاوز الحدود والعقل والمنطق، فمثلاً فاتورة هذا الشهر وصلت بمبلغ 3200 ريال رغم أني الوحيد الموجود في المنزل لسفر العائلة مع خادمة وسائق، بمعنى أن 80% من كهرباء المنزل مغلقة طوال شهر كامل. سوء وتردي خدمات وانقطاعات مستمرة وفواتير فلكية، أين هيئة مكافحة الفساد وغيرها من الجهات الرقابية من هذه الجرائم التي ترتكب بحق المواطن. انقطعت الكهرباء عن الحارة التي بها منزلنا ست مرات خلال الشهر الماضي، كانت كالتالي: أول مرة انقطعت عن منزلنا ثلاث ساعات، والثانية ساعة، والثالثة عشرين دقيقة، وقد حصلت ثلاثة أيام متتابعة، ثم بعدها انقطعت الكهرباء ثلاث مرات في أيام متفرقة على باقي المنازل في الحارة، المثير للاهتمام أنه في جميع حالات الانقطاعات السابقة كان منزل أحد المسؤولين السابقين كأنه قصر أفراح بسبب كثافة الإضاءة. أوجه هنا سؤالاً للوزير عبدالله الحصين: هل جربت يا معالي الوزير انقطاع الكهرباء عن منزلك لو عشر دقائق؟ ونفس السؤال يوجه لعلي البراك الذي يجب أن يضاف له منصب مدير التبريرات في شركة الكهرباء، ففي تصريح ل «الجزيرة أونلاين« جاء ما نصه «نفى الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المهندس علي البراك أن تكون خدمة الكهرباء قد انقطعت أمس على مناطق واسعة في مدينة الرياض. واصفا الانقطاعات بأنها (فردية) ولم تحصل في مناطق آهلة وكبيرة وأقر في اتصال خاص مع «الجزيرة أونلاين« أن هناك أعطالا ومشاكل بسيطة في بعض كابلات شبكات التوزيع وهو ما يتم حله بشكل فوري وفعال خلال ساعة إلى ساعة ونصف وتحل بشكل جذري خلال يومين. مضيفا: المشكلة تحدث في شبكات التوزيع، وتحديدا في بعض كابلات الجهد المنخفض التي تغذي البيوت، حيث تزيد عليها الأحمال خلال ساعات الذروة فتحصل بعض الانقطاعات التي تحل فورا، (ولا صحة لما يقال عن انقطاعات كبيرة وفي أحياء كبيرة وما حدث ليس إلا مشاكل متفرقة وفردية ولا يشكل عددا مقارنة بعدد بيوت مدينة الرياض)، وربما تضخم الأمر إذا اتصل أي شخص على وسائل الإعلام شاكيا الانقطاع على منزله، وذاكرا أن الانقطاع على المنطقة بأكملها». هذه هي سياسية علي البراك في شركة الكهرباء، التبرير ثم التبرير ثم التبرير، الأمر والأدهى الإعلان عن مشاريع بعشرات المليارات تمت في الشركة، ثم القيام بتبرير مسلسل الانقطاعات، ثقافة التبرير والتضليل أكل عليها الدهر وشرب، تنحيك يا علي البراك خير لك من تبريراتك الواهية.