أكد مختصون في الأسواق التجارية بالرياض، ارتفاع الطلب على المواد الغذائية والتموينية خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر شعبان الماضي إلى عدة أضعاف مقارنة بالأيام العادية، خاصة بعد صرف رواتب الموظفين، مشيرين الى أن متوسط شراء الفرد لهذه المواد يرتفع خلال شهر رمضان المبارك لمواجهة متطلباته العديدة. وبين تقرير أعدته وكالة الأنباء السعودية عن معدل أسعار السلع المستهلكة خلال شهر رمضان المبارك وحجم الطلب عليها، أن الأسواق التجارية في جميع مناطق المملكة بما في ذلك منطقة الرياض قد بلغت ذروتها في الاستعدادات قبيل دخول شهر رمضان ، حيث توجه المواطنون والمقيمون لتأمين مستلزماتهم من السلع الرمضانية المتثملة في الاغذية والمشروبات التي ارتبطت بهذا الشهر، حيث لاتخلو مائدة في المملكة من منتجاتها مثل: الشوربة، والسنبوسة, والحلويات, إضافة إلى العصائر بمختلف نكهاتها المعتاد تناولها خلال هذا الشهر الفضيل لمواجهة الطقس الحار. ولفت التقرير إلى أن العديد من المواطنين والمقيمين يفضل التبضع وشراء مستلزمات رمضان في آخر عشرة أيام من شهر شعبان، حيث تنشط الحركة الشرائية وتبلغ ذروتها في الخمسة أيام الأخيرة قبيل دخول شهر مضان خاصة بعد تسلم الموظفين لرواتبهم. وشهدت الأسواق التجارية بالرياض مساء أمس الخميس بعد الإعلان عن أن اليوم الجمعة هو غرة شهر رمضان المبارك حركة شرائية كبيرة من قبل المستهلكين من المواطنين والمقيمين لتأمين مستلزماتهم من السلع المرتبطة بشهر رمضان. وتوقع عدد من مسؤولي المجمعات التجارية بالرياض، استمرار وتيرة زيادة التسوق حتى مطلع الشهر الفضيل وهي عادة ألفتها هذه المجمعات، لذلك عملت على استنفار جميع جهودها عن طريق فتح المزيد من نقاط البيع وموظفي التحصيل والتحميل لضمان انسيابية الحركة داخل تلك المجمعات ومنع حدوث تزاحم مبالغ فيه. وبين أحد مسؤولي هذه المجمعات، أن الأسواق التجارية شهدت هذا العام منافسة كبيرة في توفير السلع الرمضانية الأكثر شعبية وخاصة في منتجات الشوربة والمكرونة والشعيرية والعصائر وزيادة ملحوظة في الطلب على الدقيق والخمائر المستخدمة لانتاج المعجنات المنزلية والحلويات الشهيرة المرتبطة بالشهر الفضيل، وسط وفرة الدقيق والسكر بكميات كبيرة. وقال مسؤول آخر في إحدى الأسواق التجارية: “إن الطلب يزداد على المنتجات الغذائية في رمضان إلى عدة أضعاف مقارنة بالأيام العادية ، مشيراً إلى أن من أهم الأصناف التي يكثر عليها الطلب هي الزيوت بأنواعها، والأرز, والمعكرونة, وشراب التوت, وعصائر البودرة, اضافة الى الشوربة, والدقيق, والجلي, والكريم كرميل”. كما أوضح مسؤول أحد الأسواق التجارية، أنهم حرصوا على توفير بدائل للمنتجات الأكثر شهرة واستهلاكا في رمضان لضمان توفرها من جهة وتوفير سلع مماثلة لها بالجودة ومنافسة لها بالأسعار بهدف خفض النفقات على المستهلكين، وعدم السماح بارتفاع سعر سلعة ما نتيجة للطلب الكبير عليها خاصة مع توفر سلع بديلة بأسماء تجارية أخرى. وقدر عدد منهم ارتفاع أسعار بعض السلع الرمضانية مابين 10 الى 15% عن أسعارها في العام الماضي وانخفاض بعضها مابين 5 الى 10% في بعض الأسعار الأقل شهرة. ورصد تقرير “واس” توفر العديد من الأصناف للشوربة والعصائر التي تُغني المواطنين والمقيمين عن الطلب الزائد عن بعض المنتجات الشهيرة وهي بحسب المسئولين عن تلك الأسواق التجارية مقاربة لجودتها وأرخص ثمنا وحرص العديد من المستهلكين على شراء أنواع بديلة في حالة ارتفاع ثمن السلع الشهيرة خاصة وانها قريبة منها في الجودة ومنافسة لها في السعر وهي إشارة جيدة على ارتفاع وعي المتسوقين. وأكد عدد من مسئولي الشركات الذين التقت بهم “واس” خلال جولتها في المجمعات التجارية، أن الاستعدادت بدأت منذ مطلع الربع الثاني من العام الحالي بتوفير جميع السلع الرمضانية بتواريخ صلاحية جديدة والحرص على تنويع المنتجات لمنع احتكار الأسعار من قبل الموردين ومنع حدوث ارتفاعات كبيرة في بعض السلع الأكثر شهرة وطلباً وتفضيلا لارتباط بعض العادات الغذائية الرمضانية بها . وتميز قطاع المخابز والمعجنات بمنافسة بين الشركات المصنعة والمخابز المحلية التي تحرص على توفير رقائق السمبوسة والمطبق والحلويات الرمضانية كالكنافة من خلال مخابزها، فيما ركزت بعض المخابز جل نشاطها من أجل توفير تلك الرقائق والتركيز عليه لتلبية الطلب الكبير خاصة وأن الكثير من الأسر تفضل صنع الحلويات المنزلية. ولاحظ عدد من المواطنين والمقيمين خلال تسوقهم في المجمعات التجارية، وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السلع الرمضانية وثبات في أسعار الأخرى وانخفاض في بعض أسعار المنتجات الأقل شهرة، مشيرين إلى أن أفضل مافي سلع رمضان هذا العام هو وفرة الكثير من البدائل للأطعمة والأشربة في رمضان بأسماء تجارية متعددة مما يوجد حالة صحية من التنافس السعري بين المنتجات ويسهم في بقاء تلك الأسعار عند هوامش سعرية مقبولة بين سوق تجاري وآخر. ومن الجولات الميدانية على أسواق الرياض تم ملاحظة ارتفاع في الطلب على اللحوم والمنتجات الحيوانية والدجاج التي يقبل المواطنون والمقيمون عليها بوصفها من العناصر الأساسية للوجبات الرمضانية ، حيث شهدت أسواق المواشي ومحلات الملاحم والدواجن أقبالاً كبيراً من المتسوقين لشراء احتياجياتهم من اللحوم. الرياض | واس