يلحظ زائر اليمن حتماً أن أسهل ما يُمكن الحصول عليه بوقتٍ وجيز، «قطعة سلاح، وحزمةٍ من القات» وبأسعارٍ زهيدة، وضع هاتين السلعتين الأهم في حياة اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم. ومن هذا المنطلق بات اليمن ضمن أكثر دول العالم في معدلات الخطر، من حيث امتلاك السلاح واستخدام القات. ويعتبر اقتناء السلاح وحمله في اليمن نوعاً من الزينة والفخر، ويستحيل وجود منزل في اليمن لا يحوي سلاحاً، حتى على مستوى مسؤولين في الدولة. واعترف وزير الإعلام اليمني علي العمراني في حوارٍ نشرته «الشرق» أمس الأول بامتلاكه سلاحاً خاصاً في منزله بالإضافة إلى فرقةٍ من الحماية الخاصة ترافقه في جميع تحركاته الداخلية. أكثر المناطق في اليمن ترويجاً للسلاح الخفيف والمتوسط ك»رشاشات الكلاشنكوف والمسدسات المتوسطة»، هي منطقة جحانة الواقعة في مديرية خولان شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وكذلك سوق الطلح في محافظة صعدة، والتي شهدت خلال الأعوام الماضية حروبا عدة، كحرب الحوثيين المدعومين من إيران إضافة إلى أعضاء النظام السابق وأتباعه. ويكثُر وجود الجماعات المسلحة في اليمن، والتي حكمتها ظروف وتداخلات داخليةٍ وخارجية، يُعززها البطالة، والفقر، وسيطرة الأعراف القبلية والعشائرية على المجتمع المحلي، والتي ألغت بشكلٍ ملحوظ سطوة القانون والعدالة. ويتعلق اليمنيون بنبتة القات إلى حد زراعتها في المنازل والشوارع والأزقة، وقال عميد كلية القرآن الكريم ورجل الدين المؤثر في الشارع اليمني الدكتور عبد الرقيب عُباد الذي التقته «الشرق» في صنعاء: «يحرم تناول القات إن كان يعودُ بالأذى، كتأخير وقت الصلاة، أو ستؤدي لتفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية، أو الإسراف والتبذير، فمن هذا المنطلق يكون مُحرماً شرعاً، أما إن ضُمن عدم حدوث تلك الإشكالات عند تناول القات، فهنا يبطل التحريم، ويُصبح تناوله مُباحاً دون وجود أي مُعضلاتٍ شرعيةٍ تُحرمه». وسبق أن اختلفت لجانٌ شرعية في مسألة تحريم تناول النبات المحظور دولياً بين مؤيدٍ ومُعارض، أو مُحللٍ ومُحرّمٍ لتناولها. ولا يقتصر تناول وزراعة «القات» على اليمن فقط، فهو ينشط أو ينتشر أيضاً في الحبشة وأرتيريا والصومال، ومنطقة جنوب البحر الأحمر بشكل عام. ويعود تاريخ نبتة القات إلى القرن 14 ميلادي، كما تؤكد بعض الوثائق التاريخية والتي تحكي واقع وتاريخ ولادة هذه النبتة وانتشارها، من باكستان وأفغانستان إلى منطقة جنوب البحر الأحمر. وتعتبر شجرة القات الدائمة الخضرة والتي أسماها باسمها العلمي عالم نباتات سويدي، أمراً يُسهم في التئام اليمنيين على تناولها، وتعتبر فترة الظهيرة الوقت الذي يبدأ تناولها فيه، حتى وقتٍ متأخر من الليل، ويُفضل متناولوها الإكثار من شرب المياه وقت تناولها، كونها تُسبب نوعاً من امتصاص السوائل من الجسم، وهو ما يستدعي الإكثار من شرب السوائل، وتتفاوت أسعارها بين 500 ريال يمني للنوع الفاخر، و عشرة ريالات للنوع الرديء. شاب يمني يمضغ القات