وها هي ذي بلاد (الصادق النيهوم) ذلك الرائع الراحل قد نجت من الذي حل بغيرها عندما سيطر الذين كانوا في الجحور على القصور. بلاد الصادق النيهوم اختارت من يقودها إلى مرحلة حديثة متطورة تخرج ليبيا من كونها سجنا واسعا أعده الأخ القائد لشعب ليبيا إلى بلد مختلف يشعر المواطن فيه أنه في وطن لا في سجن كبير مكبل بالأفكار البالية التي تسابق أصحابها على السيطرة عليه من جديد لكن شعب ليبيا تمرد عليهم كما تمرد من قبل على الحديد والنار في زمن المذكورين. الصادق النيهوم له مقولة لا أزال أذكرها عندما أرى القمر أو أسمع اسمه. إذ يقول: إنك تستطيع أن تشير إلى القمر بإصبعك أو بالعصا أو بأي شيء آخر وتقول : ذاك هو القمر وأجزم أنه كان يقصد أنه أيا كانت وسيلة الإشارة فإن القمر هو القمر لا يزداد قدره إن أشرت إليه بإصبعك ولا ينقص إن أشرت إليه بعصاك. المؤكد أن الشعب الليبي استلهم هذه المقولة فأسقط الفكر الظلامي ولم يعد في حاجة إلى الإشارة للقمر بعد أن اكتمل بدرا عندما انتخب الشعب من رآه مناسبا لقيادته .. المؤسف أن هناك من آثار (حديث إفك) عن الراحل النيهوم عندما قالوا إنه من كتب سفاهات الأخ القائد التي سماها بالكتاب الأخضر والحقيقة أن النيهوم بريء من هذه التهمة وأبعد ما يكون عن سخافات الكتاب الأخضر الذي تحول مع صاحبه إلى (مزبلة التاريخ). الذين قرأوا للصادق النيهوم كتبه أو بعضها يجد في كتابه (صوت الناس) نموذجا لا يمكن أن يتشابه ولو بواحد في المليون مع سخافات الكتاب الأخضر فالبون شاسع بين هذا وذاك. فالكتاب الأخضر يشتمل على المضحك والمبكي في آن واحد هكذا نجت ليبيا من الأخ القائد ونجت من أهل الجحور مبارك للشعب الليبي الذي ضحى بدمائه من أجل أن ينال حريته ورحم الله الصادق النيهوم الذي لو شهد هذا العرس لأضاف لنا جواهر تستحق الخلود كما هو حال ما كتبه من قبل .