لا أعرف كيف تنظر بعض الجهات الحكومة إلى المواطنين وما هي طبيعة العلاقة التي تربطهما ببعض… فهل هي علاقة مسؤول ومواطن أم صاحب عمل وموظفين لديه. ما نشهده اليوم في تعاملات بعض المواطنين مع بعض الجهات الحكومية تدل على أنها في معظم حالاتها حالة تفضل ومنة على المواطنين. مررت شخصيا بعدة تجارب سيئة مع بعض الأجهزة وكانت إحداها خلال سفري إلى أحد البلدان في الخارج حيث حدث أن ألغيت جميع الرحلات الجوية بسبب سوء الأوضاع الجوية فأعلنت حكومات بعض الدول ومنها حكومتنا بأن السفارات على أهبة الاستعداد لمساعدة المواطنين في هذه المحنة وخاصة من ألغيت رحلاتهم ويحتاجون إلى العون. قمت حينها بالاتصال على سفارتنا للاستفسار عن طبيعة المساعدة التي ستقدمها لنا ولم يكن رد موظف السفارة شافياً، وإذا كان هذا الوضع مع المواطنين الرجال فإن الوضع مع النساء مضاعف لأسباب جميعنا يعرفها. ولا أريد أن أعمم هنا ولكن هذا هو الحال مع بعض الاجهزة الحكومية. من هذه التجارب يمكن قياس علاقة المواطن بالحكومة ودوائرها وهل هي علاقة نظام وأشخاص مساءلين ومطالبين بخدمة المواطن أم أصحاب فضل عليهم. إذا أرادت الحكومة التطوير فعليها البدء بتقييم مستوى أداء بعض موظفيها من حيث تحقيق الأنظمة والقوانين للأهداف وقدرة طاقمها على ذلك عبر وضع أدوات قياس خدمة العملاء ومدى رضاهم على أن تكون هذه الأدوات مرتبطة بمصدر صنع القرار كي يتمكن من رؤية الأمورعلى حقيقتها فيتمكن من التحسين والتطوير ووضع الأمور في نصابها دون حاجة المواطن لاستخدام الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي كي يسمع صوته.