يختلف الناس في تحمل ومواجهة الضغوط، أو القدرة على إدارة الضغوط الحياتية والعملية، حيث تجد أن بعضهم يشعر بالقلق والتوتر، وانعدام الثقة في أنفسهم، ويستسلمون بسهولة للصعوبات التي تعترض طريقهم، بينما تجد بعضهم يصمدون في وجه التحديات، ويستطيعون مواجهة التحديات والتغلب عليها، وهذا يعود إلى صلابة الشخصية، ويدرك المختصون أهمية الشخصية الصلبة كونها تقلل من أثر الضغوط على الصحة النفسية والجسدية، وخصوصاً الأمراض الجسدية المصاحبة للضغوط النفسية. وصلابة الشخصية لا تعني الجمود والعناد والتصلب في المواقف، ولكن يتميز أصحاب الشخصية الصلبة بسمات منها: التحكم والسيطرة: من يتميزون بصلابة الشخصية لديهم اعتقادات وأفكار إيجابية، من قبيل أنهم يستطيعون، ولديهم القدرة على التغلب على الأحداث الصعبة والضاغطة، وهو تحكم في الذات، وإدارة للضغوط، وإعادة ترتيب الأوراق الشخصية، والوعي بمناطق القوة والضعف في الشخصية. كما يتميز أصحاب الشخصية الصلبة بالالتزام: وهذا يعني أنهم لا يفضلون الانسحاب، أو الانهزام، لأن الانسحاب يعني عدم الالتزام والتخلي عن المسؤولية تجاه المجتمع والأسرة، والإخلال بالمهام المهنية والاجتماعية مهما كانت المصاعب. ومن الصفات المميزة للشخصية الصلبة صفة التحدي، ويشير هذا البعد إلى إدراك الأحداث الضاغطة على أنها تغيرات طبيعية للظروف المكانية والزمانية، ومن هنا يبدأ التكيف، ومحاولة خلق فرص لتحقيق النمو، بدلاً من إدراك التغيرات والظروف على أنها أحداث مهددة لاستقرارهم. وأصحاب الشخصية الصلبة عادة ما يحتفظون بصحتهم، حتى لو تعرضوا للضغوط، نظراً للمرونة والمقاومة الإيجابية، والمرونة صفة إيجابية تتيح التعايش مع الظروف، والتكيف مع الأحداث والمشكلات الاجتماعية والأسرية والمهنية.