يفتتح مساء اليوم السبت، الملتقى الثقافي” المرأة السعودية ما لها وما عليها”، ويستمر لمدة يومين، برعاية الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في فندق الإنتركونتننتال، بتنظيم مركز باحثات لدراسات المرأة، وبحضور وجهاء المجتمع، والنخب الأكاديمية، والحقوقية، والثقافية. ويشهد واقع المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز(حفظه الله ) تقدمًا كبيرًا في شتى المجالات لا سيما فيما تناوله خطابها طول السنوات الماضية من مطالبات بالحقوق ولعل أبرز ما تحقق لها، كان دخولها لمجلس الشورى والمجلس البلدي. “الشرق” قامت باستطلاع آراء عدد من سيدات المجتمع اللاتي يمثلن بعضا من أطيافه المختلفة قبل انطلاق الملتقى.
الحقوق والواجبات وقالت المديرة العامة للإدارة النسائية بمركز باحثات لدراسات المرأة، نورة بنت إبراهيم العمر أن الملتقى سيضم العديد من الفعاليات، ما بين أوراق عمل مقدّمة من نخبة من المختصين في مجال قضايا المرأة، وورش عمل تهدف إلى تنمية مفهوم الحقوق والواجبات، يتخلل كل ذلك مداخلات رسمية من الوزراء، والقضاة، والمسؤولين، كما سيخصص الملتقى ركناً يهتم بالاستشارات الحقوقية، والقضائية، والاجتماعية، و ستضم فعاليات الملتقى مساحة للمعارض “. وأكدت العمر، أن الملتقى يعنى بتسليط الضوء على حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية، وما يقابلها من تطبيقات مسنونة في الأنظمة الخاصة بالمرأة في المملكة، مع مقارنة ذلك بواقعها المعاش، وذلك بغرض اقتراح حلول شرعية، ونظامية، تمكن المرأة من الحصول على حقوقه. وأضافت :” سيتم التطرق في اليوم الأول للملتقى إلى الرؤية التأصيلية لحقوق المرأة، فيما ستوزع فعاليات الملتقى في يومه الثاني على أربعة محاور :قراءة في حقوق المرأة في النظام السعودي، وحقوق المرأة الاجتماعية.. الواقع والحلول، وحقوق المرأة الاقتصادية.. الواقع والحلول، ووعي المرأة الحقوقي “.
التوعية المجتمعية وأوضحت رئيسة اللجنة الإعلامية للملتقى قمراء بنت مقبل السبيعي، قائلة “إن الملتقى يأتي محققاً لهدف التوعية المجتمعية، إضافةً إلى أنه يخدم أهدافاً أخرى نصّ عليها المركز، من أهمها: دعم البحث العلمي في مجال المرأة والأسرة، واستشراف مستقبل المرأة ودورها التنموي، والبحث في الحلول العملية التي تسهم في حل مشكلاتها .” وأشارت السبيعي إلى أن الدعوة إلى هذا الملتقى موجهة لكافة فئات المجتمع، وعلى اختلاف مستوياتها الأكاديمية، والاجتماعية، والحقوقية، وبحضور أصحاب وصاحبات السمو الملكي، ورجال وسيدات الأعمال، والعلماء والقضاة، ورؤساء وأعضاء مجالس الغرف التجارية، والمسؤولين و المسؤولات في وزارة التربية والتعليم، ومنسوبي الصحافة والإعلام.
قدرات معطلة وأوضحت الكاتبة والأكاديمية في جامعة الملك عبدالعزيز ليلى صالح زعزوع أن المرأة التي تعد نصف المجتمع ما تزال معطلة وأن هناك نساء كثيرات لا يزلن يجلسن في بيوتهن بحجج واهية لا يقرها شرع ولا عادات ولا أعراف فنسبة المرأة العاملة ما تزال متدنية وتشكل حوالي %13 فقط من مجموع القوى العاملة. وتضيف الناشطة الحقوقية سهيلة زين العابدين ” إن المرأة تعاني في مجتمعنا من مشكلات لا حصر لها، وإن أنظمة المجتمع والقضاء والقوانين الأخرى المتعلقة بشؤون المرأة كلها مجتمعة لم تقم بإنصافها فحتى اليوم لا تزال المرأة تحرم من ميراثها الشرعي .”
اهتمام بالمرأة و قالت مديرة القسم النسوي في فرع مكتب الأحوال بمنطقة الرياض نعيمة العجمي: ” إن ما تحقق للمرأة السعودية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يستحق الفخر فقد قفزت المرأة من مرحلة إلى أخرى ولا مقارنة بين ما تعيشه المرأة الآن وبين ما كانت تعيشه سابقا قبل نحو خمسين سنة”. وأضافت : ” لقد تبوأت المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عددًا من المناصب القيادية في الدوائر الحكومية ودخلت بفضل الله إلى مجلس الشورى والمجلس البلدي بقرار من قائد هذه البلاد ما يؤكد اهتمام المملكة بالمرأة وحقوقها” .
خطاب ناقص وتنتقد الداعية الإسلامية ريم الباني خطاب المرأة في السعودية مبينة أن المستمع له من خارج بلاد الحرمين يظن أن المرأة لدينا في سجن كبير وأنها لا تتمتع بأي حقوق إنسانية فخطاب المرأة يعتمد بالدرجة الأولى على الاستفادة من حالات خاصة ومن ثَم تعميمها متجاهلين ما حققته المرأة المثقفة والموظفة والداعية المجاهدة في ساحة الدعوة. وقالت: ” المرأة في السعودية تتمتع بكامل حقوقها بدليل أني كعضو هيئة تدريس أحصل على ذات الراتب الذي يتقاضاه الرجل في الجامعة والذي يتساوى معي بالدرجة “. وتؤكد على إن ” خطاب المرأة ناقص في متطلباته الحقوقية ومجحف للمرأة ولا يسلط الضوء على الحقوق التي تحتاجها المرأة بل تطالب بأشياء ليست من حقها كالمساواة في كل شيء وبذلك الخطاب نحن نظلم المرأة فالمرأة مهيأة أن تكون في المنزل ولا تخرج إلا بحدود شرعية وطوال هذه السنين لم نسمع عن صوت ينادي بحقوق المطلقة والمعلقة بل بحقوق نساء يطلبن مزيدا من الكماليات”. مشددة على أن المرأة لها دور كبير في التنمية والمشكلات التي تعاني منها لو وجدت من يتعامل معها بدرجة عالية من النزاهة ستحل.