احتضن المركز النسائي بجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية المدربة و الباحثة في مجال أدب وثقافة الطفل الأستاذة كفاح بوعلي في محاضرة تحت عنوان ” القصة وأثرها الفعال في تربية الطفل ” . وهدفت المحاضرة لتعريف الأمهات كيفية الاستفادة من قصص الأطفال لإنهاء جزء كبير من معاناة التربية، لتسلك سبل الراحة والهدوء بعيداً عن التشنج الذي يصيب الأهل في محاولة استيعاب الأبناء. واستحضرت الأستاذة كفاح بو علي خيال الحاضرات وروح الطفولة فيهن، من خلال أخذهن لعالم الصغار بقراءتها لعدة قصص تقيس عوامل الجذب في كل منها ومدى ملائمتها للطفل . وأكدت بو علي أن القصة تبقى في ذاكرة الإنسان سواء كانت مسموعة من التلفزيون ، أو الأم والأب ، أو حتى الجدة، ذلك لأن العقل البشري يهوى الاستماع لتسلسل الأحداث المتتابعة خاصة إن كانت صادرة من شخص قادر على التعبير بالصوت وحركة الجسم. وقالت أن عادة القراءة للأطفال منذ الصغر موجودة منذ عهد الفراعنة ودلالة ذلك وجود عبارات ورموز منحوتة على ماتبقى من أثارهم ، تبين نوعية القصص المحكية لصغارهم. ونوهت إلى أن الإنسان بحاجة لمرجع أخلاقي واضح لابد أن يتعرف عليه منذ نعومة أظفاره ، مضيفة بأن ممارسات الطفل ومساره تحددها التربية ، وهو الأمر الذي أثبتته من خلال دراسة متمحورة حول أثر قراءة القصص في تشكيل شخصية الطفل، والدور الذي تؤديه في مرحلة الطفولة في التوافق الاجتماعي والأخلاقي ، وكذا أثرها في الاتزان الانفعالي بسلوكياته اليومية. وأشارت بو علي إلى أن القصة بما تحتويه من توجه قادرة على توجيه الطفل بصورة غير مباشرة ليتمسك بالأخلاقيات والموروث الشعبي والقيم الدينية والاجتماعية ، بوضعها قاعدة لتثبيت المفهوم الثقافي والديني والتراثي . وأضافت أن الطفل بحاجة ليعرف كلما يحيط به ، ولايمكن للطفل أن يتمسك به إلا لو رسخنا في فكره هذه القيم والعادات ، بخلق دافع ليمارسها، فالقصص تحقق التوعية الغير مباشرة التي تغني الأهل عن الإلحاح وإجبار الطفل على ذلك دون أن يعي أهميتها أو قيمتها. وشددت بو علي على ضرورة إيجاد معيار للطفل يحكم به على الأشخاص والأشياء ، ويمكنه من التمييز بين الخطأ والصواب، وهي معايير لا يجب أن تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص . وذكرت بو علي أن الطفل يميل للمحسوس واستشعار الأمور نظراً لصغر سنه، والقصة تساهم في تقريب المفاهيم وتجسيد المعاني خاصة غير ملموس مها ، كما أن تفاصيل القصة بشخوصها ورسومها تجسد ما يمكنه استيعابه كالإيمان بالله، والإخلاص، والصدق والوعد والكرم، موضحة بأن القصة تمكنه من التعرف على محيطه، كما تكسبه التكيف معه بما يحويه من مشكلات وأزمات اجتماعية . كما ذكرت بأن القصة لا بد أن تقدم نماذج حقيقية تشبه الطفل ، فهي كلما اقتربت من شخصه وتصرفاته اليومية كانت مؤثرة بصورة أكبر لتنمو معه، مشددة على قراءة كل أنواع القصص بشكل يومي دون التركيز على جانب معين يضع الطفل موضع اتهام. ونوهت بو علي في ختام محاضرتها للتركيز على الجانب الأخلاقي الاجتماعي الذي يمكن الطفل من الاختلاط بالآخرين دون مشاكل في الثقة ، وتزعزع القيم بتغير من حوله، باختيار القصص التي تتناول شخصيات قدوة للأطفال خاصة وأن الطفل لا يمتلك الخبرة أو المقدرة على التجربة التي تمكنه من اكتسابها، بالإضافة لتهذيب سلوكه في طريقة تعامله مع الآخرين لتستمر معه حتى يستطيع تقييم من حوله بل وحتى تقييم القائمين على تربيته. واستهدفت بو علي في محاضرتها فئة الأمهات ومربيات رياض الأطفال، إلى جانب المهتمات والكاتبات لتعريفهن بالطرق المثلى للتعامل مع الأطفال من خلال القصص وتنمية حب القراءة والمعرفة، مؤكدة أن تأثر الطفل بالقصة يبدأ من أيامه الأولى حتى بلوغه مراحل متقدمة من العمر مايكسبه قاعدة أخلاقية وسلوكية راسخة عدى عن إكسابه ثروة لغوية متميزة. يذكر أن المركز النسائي التابع لجمعية سيهات يشرف على عدة فعاليات وأنشطة ثابتة وأخرى دورية تهدف لتنمية قدرات المرأة وتأهيلهن وإكسابهن بعض المهارات المساهمة في الارتقاء بإمكانياتهن ، إضافة لتوعيتهن بمحاضرات تربوية وصحية. الشرق | القطيف