المراقبة دوافعها حسنة، والتجسس بواعثه سيئة. المراقبة لا تختبئ وتقوم بإشهار نفسها، مثل: «الطريق مراقب بالرادار»، «ومكالمتك يتم تسجيلها»، بينما التجسس دائما يلبس قبعة الإخفاء، ويستخدم الأسماء المستعارة وينفذ من قبل شخصيات مجهولة. المراقبة ترصد جميع الأفعال حسنها وسيئها، بينما التجسس لا يبحث إلا عن الأخطاء فقط. المراقب يغتم عندما يرصد أحدا وهو يقترف خطأ، بينما المتجسس يبتهج عندما يضبط متلبسا بذنب، والسبب أن المراقب يتابع أولئك الذين (يخاف عليهم)، والمتجسس يتتبع أولئك الذين (يخاف منهم). المراقبة تعفو عن الخطأ الأول وتوجه وتقوم، والتجسس يبطش منذ الخطأ الأول ولا يعبأ بسيرتك الحسنة. المراقبة لا تحتاج إلى قوة، بينما التجسس يحتاج إلى ذراع. الرقابة متفشية في الأمم العادلة والمجتمعات المتحضرة من أجل تعزيز حفظ الحقوق وحراسة المكتسبات للأفراد بشكل أكبر، والجاسوسية زراعة لأنظمة طاغية في مجتمعات ساخطة من أجل حماية الأنظمة المستبدة فقط. الكيانات الناجحة وقد تكون عائلات أو نظما إدارية أو دولاً هي التي تتغير إلى الأفضل فتتحول من مبدأ التجسس إلى مبدأ المراقبة. أعظم المراقبين هو الله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا». وأسوأ المتجسسين هو المتجسس على أخيه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا..».