اهتز مجدداً الحلف القائم بين حلفاء سوريا في لبنان، فطال الشرخ المستجد علاقة التيار الوطني الحر برئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، وكانت شعلة الخلاف مشروع تثبيت المياومين (العاملون باليومية) في مؤسسة كهرباء لبنان، وأشدّ مراحل هذا الخلاف ظهرت في الهجوم الذي شنّه وزير الطاقة والكهرباء جبران باسير، صهر العماد عون، ضد حزب الله متّهماً إياه بالتقصير في هذه المسألة. هذا في الشكل، أما في المضمون، فيُنقَل عن مقرّبين من التيار الوطني الحرّ انتقاداتهم اللاذعة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتَّبعة في الحكومات المتعاقبة منذ العام 2008. وبلغ الخلاف المستجد أوجَهُ مع تداول الوسائل الإعلامية نقلاً عن مصادر حزب الله معلومات تفيد بأن أصل الخلاف بين الحليفين هو وزير الطاقة نفسه، ليس هذا فحسب، بل ذهبت المصادر إلى «تمنين» عون بأنه لولا أصوات جمهوري حزب الله وحركة أمل لما كان حصل على هذا العدد من الوزراء. في الجهة المقابلة، ترددت معلومات عن تلويح وزراء تكتل التغيير والإصلاح بالاستقالة لهز العصا لشركائهم في الحكومة من أجل تسهيل عملها عبر إطلاق يدها إنمائياً ولاسيما إداريا من خلال ملء الشواغر في المؤسسات على اختلافها. إزاء ذلك، بدأت الاتصالات للملمة ذيول الخلاف، وانحصرت الاتصالات الجارية لمعالجة الخلاف القائم بين رئيس تكتل التغيير النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على خلفية إقرار قانون تثبيت مياومي مؤسسة الكهرباء، وتُرجِم ذلك ب «لقاءات بعيدة عن الأضواء بين معاوني عون وبعض قياديي حزب الله»، علماً أنها لم تشمل الدائرة المقرّبة من الرئيس بري. وفي الوقت نفسه، كشفت المعلومات عن لقاء بين وزير الطاقة جبران باسيل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، بغية ترميم العلاقة التي بدت أنها تترنّح، لا سيما أنها وصلت إلى حدّ التراشق الإعلامي. في المحصّلة، يجمع المراقبون أن حزب الله سيبذل ما في وسعه لحماية حلفه مع العماد عون مهما كان الثمن، ويبرر هؤلاء قناعتهم بأن الحزب لا يمكنه الاستمرار وحده من دون حليف مسيحي قوي كميشال عون يؤمن له الغطاء.