يعد مرض الزهايمر (المسبب الرئيس للخرف)، وهو من الأمراض التي تفتك بكبار السن (85 وأكثر)، ومن كلا الجنسين، بالرغم من ارتفاع نسبته بين الإناث مقارنة بالذكور. والزهايمر عبارة عن تلف، أو موت تدريجي لخلايا الدماغ (النيرون) لم يصل العلم حتى الآن لمعرفة أسباب حدوثه، ولكن بالكشف على مرضى الزهايمر وجد ترسب لنوع من البروتين في الدماغ يدعى بيتا أملويد، يتشكل بشكل صفائح تتجمع في الفراغات الموجودة بين النيرونات بشكل غير منتظم داخل خلايا الدماغ مسببة خللاً أو انهياراً في نظام النقل العصبي، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية، ومن ثم الخرف. أعراض المرض المرحلة الأولى من المرض تبدأ بفقدان المريض القدرة على تذكر الأحداث الحديثة، وربما ينسى الكلمات المعروفة، ومواضع الأشياء التي يستخدمها يومياً، وقد لا يلاحظ المقربون من المريض هذه الأعراض، كما أنها لا تكون واضحة أثناء الفحص الطبي. المرحلة الثانية من المرض: يجد المريض صعوبة في تذكر الكلمات والأسماء، ويبدأ فراغ الذاكرة بالتأثير على حياة المريض وتصرفاته، فيجد صعوبة بالتخطيط والتنظيم، ما يجعله سلبياً وانطوائياً، وتتدرج الأعراض إلى أن يصبح غير قادر على تذكر عنوانه، أو رقم هاتفه، أو اليوم، وتاريخ وأسماء المقربين منه، فيصبح معتمداً تماما على الآخرين في إنجاز الأعمال اليومية. العلاج لا يوجد علاج شافٍ لمرض الزهايمر، ولكن توجد أدوية تساعد في تقوية فعالية النيرونات المصابة، وأدوية أخرى تخفف من بعض الأعراض. أدوية مضادات الكولين أستريز، ومن أمثلتها دواء (Donepezil Rivastigmine Galantamine)، وهو يستخدم في الحالات البسيطة والمتوسطة من المرض. تعمل هدة الأدوية على رفع مستوى الناقلات العصبية في الدماغ، ومن أهم أعراضها الجانبية الإسهال والغثيان. وهناك أيضاً دواء (Memantine)، الذي يستخدم في الحالات المتطورة من المرض، كالحالات التي ينتج عنها الخرف. التعايش مع المرض تمثل مسألة العناية بالمصاب تحدياً جسدياً وعاطفياً، وكثيراً ما يعاني من يرعى المريض من مشاعر الغضب والقهر والشعور بالذنب، حين يشاهد من يحب يتعرض لهذا المرض، ولكن يجب أن يتفهم المقربون من المريض، ومن يقوم على رعايته، حاجة المريض، ويتعايش معها، فينصح بتوفير مكان هادئ للمريض، وعدم إجباره على التذكر، مع ضرورة وضع بطاقة معه تحتوي على اسمه وعنوانه وأرقام هاتف ذويه، لتستخدم في حالات الطوارئ، وحين يضل المريض الطريق. كما ينصح بالاهتمام بنظافة المريض الشخصية، لتفادي تعرضه للالتهابات، ومعالجة الحالات الصحية الطارئة، كالالتهابات المتعلقة بسلس البول، أو الإخراج، وفقدان الشهية، وحالة المريض النفسية.