شهدت مدن وقرى محافظة القطيف مساء أمس، احتفالات شعبية واسعة بليلة النصف من شعبان «القرقيعان»، وسط مشاركة طفولية رددت أهازيج تراثية ومواويل فلكلورية احتفالاً بهذه المناسبة التي تعد من العادات المنتشرة منذ مئات السنين في منطقة الخليج العربي بحسب المؤرخين. وراح الأطفال ينتقلون بين البيوت فرحين، يتسابقون لاستلام الحلوى والمكسرات والهدايا التي يوزعها الأهالي مبتهجين، يجوبون الشوارع، ويطرقون الأبواب، محتشدين أمام البيوت، وببراءة ينشدون الفلكلور الشعبي «ناصفة، حلاوة، على النبي صلاوة، أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم، أعطونا من مالكم الله يخلي عيالكم». ودأب الأهالي على تزيين البيوت بالزينة والأنوار المضيئة وازدحمت الشوارع بالسيارات، وتحولت القرى والمدن إلى ما يشبه العيد الكبير، حيث ملابس الأطفال الجديدة، وتجمع الناس أمام البوابات التي توزع بعض الأطعمة، وسط حشد كبير وازدحام المتجمهرين لمشاهدة «الكرنفال» الشعبي، وعلت الأناشيد والأهازيج عبر مكبرات الصوت من أمام البوابات المصنوعة من أدوات أثرية بجانب السعف والنخيل في تصاميم فريدة تحاكي التراث الخليجي القديم. وأبدت الطفلة «جود» ذات الست سنوات، فرحة عارمة وهي تحتفل مع بنات عمها، بين الأحياء، تطوف البيوت وفي يدها فانوس مضيء تزينه صورة لها، وفي اليد الأخرى كيس صنع خصيصاً لهذه المناسبة تضع فيه الحلويات والهدايا. فما بدت على الطفل سجّاد، «عشر سنوات «ملامح الفرح وهو يرافق أصدقاءه في الأحياء الشعبية، يتنقلون بين منازلها يطلبون «الناصفة» أو «القرقيعان»، وهي مزيج من المكسرات والحلويات التي يوزعها الأهالي على الأطفال. من جهته، قال عمار البيابي «للشرق»، إن أجواء الفرحة في هذه الليلة ترتسم بضحكات الأطفال وابتسامات الكبار وهم يحتفلون بهذه المناسبة، والبسمة لا تفارق وجوه الصغار، وهم يجولون في الشوارع والطرقات، مضيفاً أن العادة جرت في ليلة «القرقيعان» على تقديم الحلوى والمكسرات للأطفال بجانب الهدايا الكثيرة، وهي ليلة تهدف للتواصل الاجتماعي بين الأهالي، وهي منتشرة بين أبناء مناطق الخليج العربي، حيث الاحتفالات الجماعية والمشاركة بين الفرح الطفولي، فلا فرق بين غني وفقير. وأشارت الحاجة «أم سلام»، أن الناس يستعدون في هذه الليلة بشراء «الناصفة» وهي عبارة عن خليط من المسكرات والحلويات والهدايا، وهي عادة شعبية تهدف لغرس القيم الاجتماعية، والكرم والفخر، وقالت إن الأطفال يرددون الأهازيج المعروفة ب «الكركشون»، في الاحتفال حيث يسيروا مجتمعين ويغلب عليهم الفرح والسرور، متفاعلين وهم يلبسون الثياب الجديدة، ويحرصون على إحياء هذه المناسبة في مجموعات، منتقلين بين البيوت، ويتسابقون في جمع أكبر كمية من «الناصفة». السعادة في وجوه الأطفال خلال تسلمهم الناصفة من رجل بالقطيف أمس (تصوير: علي المحسن)