حمّل الباحث والمصور الفوتوغرافي عبدالخالق الغامدي فتوى تحريم التصوير مسؤولية تخلف المجتمع السعودي في مجال التصوير، وعدم قدرة المصورين الفوتوغرافيين على المنافسة عالمياً، وعجز معظم عشاق هذه الهواية عن التعامل معها، باعتبارها ثقافة، وليست تقنية فقط، لافتاً إلى أن نظرة المجتمع للتصوير حرمت كثيراً من السعوديين من نعمة توثيق أحداث وشخصيات يصعب على الذاكرة المثقوبة استعادتهم، مستشهداً بصورة وحيدة لجده لأبيه في هويته الوطنية، يظهر فيها متجهم الوجه، كونه اضطر إلى ارتكاب مخالفة، وأخرى لأبيه التقطها شقيقه دون علم الأب. وكشف الغامدي، عبر محاضرته في المقهى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون، مساء الثلاثاء الماضي، أن التصوير في الجزيرة العربية بدأ مع المستشرقين نهاية القرن ال 19 الميلادي، وحضرت صور الحرمين من خارج السعودية من خلال الحجاج الوافدين من دول آسيا وأوروبا، مشيراً إلى أن وجود الآلة لا يعني انتشار ثقافتها، ولا حسن التعامل معها بوعي، موضحاً أن دخول عصر ثقافة الصورة الحقيقي مع انتشار الهاتف الجوال، كونه منح الجميع فرصة التصوير والتفنن في الالتقاط والعرض، مبدياً تحفظه على استخدام تقنية التصوير في العبث، ورصد المناظر والأحداث غير الأخلاقية، مستدركاً بأن تحريم المباح مدعاة لاستخدامه في القبيح. ولفت الغامدي إلى أن التصوير في المملكة العربية السعودية انتشر باستقدام مصوري الوجهاء، ثم مصوري وزارة الإعلام، مؤكداً أن الصورة المميزة هي المثيرة للتساؤلات، وأن علاقة الإنسان بالصورة فطرية، بدأت مع نقوش ورسوم البشر في الكهوف، والنحت على الصخور، داعياً لجنة التصوير في الباحة إلى إحياء موات المنطقة، بتوثيق تراثها وإبداعها وإنسانها الفاعل.