تتجه أنظار محبي وعشاق المستديرة في أنحاء العالم عند الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من مساء اليوم صوب الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف لمتابعة المواجهة النارية بين المنتخب الإسباني «حامل اللقب» ونظيره الإيطالي في نهائي بطولة أمم أوروبا «يورو 2012» التي استضافتها بولندا وأوكرانيا. وتكتسي المواجهة طابعاً سياسياً، إذ إن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي سيكونان على رأس الحاضرين في الاستاد الليلة. وسبق للمنتخبين أن تواجها في المباراة الأولى لهما في البطولة ضمن المجموعة الثالثة وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1، علماً أنه النهائي الرابع في تاريخ المسابقة الذي يلتقي فيه منتخبان سبق لهما افتتاح البطولة في مواجهة بعضهما البعض بعد نهائي 1988 بين هولندا والاتحاد السوفييتي و1996 بين ألمانيا وتشيكيا و2004 بين اليونان والبرتغال. وبدأت إيطاليا مشوارها في البطولة بدون أن تحظى برصيد يذكر من الترشيحات بعد مستواها المخيب في الآونة الأخيرة الذي كلفها الخروج من الدور الأول لمونديال 2010م، وعلى النقيض من ذلك انصبت ترشيحات الخبراء في مصلحة إسبانيا بالإضافة لألمانيا التي خرجت من الدور قبل النهائي وهولندا المودعة منذ الدور الأول بدون حصد أي نقطة. وتصدرت إسبانيا المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط، حيث تعادلت مع إيطاليا 1/1 ثم فازت على كل من أيرلندا وكرواتيا 4/0 و 1/0 على التوالي، قبل أن تقصي فرنسا في الدور ربع النهائي بالفوز 2/0 وتشق طريقها للمباراة النهائية بإقصاء جارتها البرتغال بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الأشواط الأصلية والإضافية. أما إيطاليا فحلت وصيفة لإسبانيا بعد تعادلين بنتيجة واحدة 1/1 مع إسبانيا وكرواتيا ثم الفوز على أيرلندا 2/0، وتجاوزت إيطاليا منتخبين كبيرين في الدورين الماضيين، حيث تغلبت على إنجلترا بركلات الترجيح ثم تغلبت بعد ذلك على ألمانيا بالفوز 2/1 في الدور نصف النهائي. وتقف إيطاليا عقبة في طريق إسبانيا لتحقيق إنجاز غير مسبوق وذلك بعد تحقيق الأخيرة لكأس أمم أوروبا 2008 وكأس العالم 2010 ثم وصولها لنهائي هذه البطولة، بالتالي عادلت إسبانيا رقم ألمانيا التي فازت بلقب الأمم الأوروبية 1972 وكأس العالم 1974 ثم وصلت للمباراة النهائية لبطولة أوروبا 1976 لكنها خسرت أمام تشيكوسلوفاكيا بركلات الترجيح، وبالتالي يملك الماتادور الإسباني فرصة كسر هذا الرقم وتحقيق ثلاثية تاريخية إذا ما تمكن اليوم من تجاوز العقبة الإيطالية. وفي ظل اعتماد فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني على خط وسطه المرعب والمكون من تشافي هيرنانديز واندريس انييستا وسيسك فابريجاس وتشابي الونسو ودافيد سيلفا دون الاعتماد على مهاجم صريح، فإن الخطورة الإيطالية تتركز فيما يقدمه المايسترو اندريا بيرلو من كرات طولية للمهاجمين انتونيو كاسانو وماريو بالوتيلي صاحب ثنائية المنتخب في الشباك الألمانية، كما لا يمكن إغفال دور الحارس المتألق جالويجي بوفون في التصدي لمحاولات الخصم ودور دي روسي الكبير في وسط الملعب. وبالرغم من تأهل إسبانيا على حساب إيطاليا بفوزها بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي من النسخة الماضية في آخر مواجهاتهما الرسمية قبل (يورو 2012) إلاّ أن كفة اللقاءات التاريخية تميل بشكل واضح لمصلحة الأزرق الإيطالي كان آخرها الفوز في لقاء ودي في أغسطس الماضي بنتيجة 1/2.