يعد قصر الأمير نواف الشعلان الأثري في محافظة القريات أحد أهم المعالم الأثرية في منطقة الجوف شمال البلاد. ويجد القصر حالياً إقبالاً كبيراً من الزوار المهتمين بالمعالم الأثرية، من داخل وخارج البلاد. ويحظى القصر باهتمام المسؤولين في جهاز السياحة في الجوف، من خلال إدراج نبذة موجزة تحكي تاريخه في جميع الإصدارات والنشرات المتعلقة بالآثار السياحية في الجوف، ويتوجها إدراج القصر ضمن منظومة المعالم السياحية لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار في البلاد. ويقع قصر «الشعلان» الذي تم تشييده سنة 1338ه، 1920م، في بلدة كاف الأثرية، وتحديداً في الجهة الشرقية من قلعة «تل الصعيدي» الأثرية الشهيرة في محافظة القريات. ويتميز القصر بأن جميع المواد المستخدمة ببنيانه محلية الصنع تماماً، أنتجها سكان المجتمع المحلي من الخامات الطبيعة للأرض المتوفرة في ذلك الوقت، فتجد الأحجار الكبيرة التي أخذت صخورها من التلال المحيطة بالمدينة، ولاتزال صامدة على حالها إلى اليوم، كما أن أخشاب أشجار «الأثل» الضخمة تعكس واقع ازدهار القطاع الزراعي لدى سكان القريات قديماً، في حين يجسد الطين الممزوج بالملح الطبيعي واقع خيرات الأرض الطبيعية الموجودة في المدينة بكثرة في تلك الحقبة من الزمن، التي تفسر سبب تسمية «قريات الملح». أمام ذلك، أجمع عدد من الباحثين، وفي مصادر تاريخية، على أن قصر الشعلان يمثل أنموذجاً متميزاً لواقع النهضة العمرانية لدى السكان المحليين في منطقة الجوف بوجه عام، والقريات تحديداً. وأكدت الدراسات التاريخية في الموقع أن قصر الشعلان في القريات هو تاريخياً أحد أقدم وأهم المعالم الأثرية في مناطق شمال الجزيرة العربية، لاسيما وأن القصر يجمع عدداً من المميزات التي تشمل جودة البناء والتصميم الهندسي للقصر، فهو يمثل أنموذجاً عمرانياً فريداً يعكس النهضة العمرانية ورفاهية الحياة المدنية لسكان شمال الجزيرة العربية في تلك الحقبة من الزمن، وهو المظهر الخارجي الفريد ذاته، بروعة تصميمه الهندسي، كأحد فنون العمارة الإسلامية القديمة، إضافة إلى جودة المواد المستخدمة في بنائه، التي يؤكدها بقاؤه على حاله منذ تشييده إلى عصرنا الحالي. ووفقاً لما ذكر في مصادر تاريخ الجزيرة العربية، كان قصر الشعلان يستخدم في البداية كمركز سياسي وإداري لإمارة المنطقة، بعد اكتمال بنائه عام 1339ه، حيث يحيط بالقصر سور مرتفع هو عبارة عن جدار منيع يطوق كامل مساحة القصر، ويوفر الحماية والأمن للسكان داخله، كما يتميز القصر بعدد من الأبراج الواقعة بزوايا السور، حيث إن الأبراج الموزعة على سور القصر جاءت بشكل أسطواني، وهي ذات قاعدة من الحجر، والجزء العلوي منه استكمل بالطين، ليكون على شكل مخروط ناقص. وتتكون أبراج القصر من ثلاثة مستويات، ويوجد في كل مستوى «مزاغل» للتصويب والرماية، كما توجد «سقاطات» في الجزء الأوسط والعلوي وزعت بالتبادل بينها.