كل المؤشرات والشعارات تؤكد أن الذي يحصل اليوم في السودان بعد أكثر من أسبوع على التظاهرات هو انتفاضة بوجه عمر البشير ونظامه وليس مجرد احتجاج على الارتفاع الكبير في الأسعار وخصوصا الوقود. الصور المنشورة على مواقع الإنترنت تشير بأن دائرة الانتفاضة تتسع ضد النظام الذي دمر البلاد وقسمها ولم يستطع أن يحل مشاكلها المتفاقمة سواء في دارفور أو الجنوب أو حتى في الخرطوم. نظام الإخوان المسلمين الحاكم في السودان قدم أسوأ نماذج الحكم في كل إفريقيا، فقد أكد أهل جنوب السودان وقادتهم أنهم لا يريدون الانفصال لكنهم يرغبون بدولة تنصفهم ويكون فيها رئيسا منتخبا من الشعب بطريقة صحيحة تعكس تداول السلطة لا أن يظل رئيسا دون أي تغيير وتطوير وتنمية، بل دون القدرة على اجتراح المبادرات وإيجاد حلول للمشاكل المتفاقمة اقتصاديا واجتماعيا والتي انفجرت في دارفور وأدت إلى ما أدت إليه من مجازر. إلا أن الرد كان من السلطة أن البشير هو الرئيس الباقي الدائم والمطلق ولو كان خياركم الانفصال. حقيقة الأمر فإن الانفصال هو ضرر للجنوب والشمال ومن كل النواحي فكل الذي حصل كان ممرا إجباريا لأهل الجنوب وقادتهم كما هي الثورة ممر إجباري للشعب السوداني اليوم.