نعت القائمة العراقية مفهوم «الشراكة الوطنية» إثر تهديد رئيس الوزراء نوري المالكي بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وأكد أكثر من نائبٍ من القائمة العراقية ل «الشرق» أن تصريحات المالكي تتجاوز حقوقه الدستورية، وتمثل تحديا لحلفائه أكثر من خصومه، فيما وصف زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم حل الأزمة العراقية عبر إجراء انتخابات مبكرة ب «غير الواقعي». وكشفت مصادر برلمانية في التحالف الوطني الذي رشح المالكي لرئاسة الوزراء ل «الشرق» أن قيادات المجلس الأعلى، والتيار الصدري، وبعض نواب حزب الدعوة مثل القيادي علي الأديب وزير التعليم العالي والمنافس البارز للمالكي في قيادة الحزب، وتيار الإصلاح بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري وحزب الدعوة «تنظيم العراق»، يرفضون فكرة حل البرلمان والعمل على الانتخابات المبكرة. وتعتقد هذه الجبهة الرافضة لحل البرلمان أن المالكي سيسعى إلى استثمار شعبيته في مجالس الإسناد العشائرية في محافظات الجنوب العراقي وعلاقاته المتطورة مع مجالس الصحوات في المناطق السنية لتشكيل تحالف سياسي يأخذ طابع الحزب السياسي ويستهدف تشكيل حكومة أغلبية سياسية بالتحالف مع بعض القوى المستقلة وشخصيات كردية يمكن أن تنفصل عن الحزبين الكرديين الكبيرين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم الكردي مسعود برزاني، وذلك بعد أن نجح المالكي في اختراق الجبهة الكردية والتواصل مباشرة مع قيادات العشائر الكردية. بدورها، شددت النائبة عن القائمة العراقية، لقاء وردي، على أن «العنجهية التي يتعامل بها البعض مع الشركاء السياسيين ستؤدي إلى وأد الشراكة الوطنية»، في إشارة ضمنية إلى رئيس الوزراء، موضحة «أن العملية الديمقراطية في العراق لن تنجح باستمرار تهميش الآخرين وهذا ما تعمل عليه الحكومة الحالية»، حسب تقديرها. من جانبه، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم إن إجراء انتخابات مبكرة ليس حلاً واقعياً للأزمة السياسية الراهنة.