ليوناردو أمارو، لويس مسري، روبرتو بيشي، داود عزالة، روبرتو بشارة، أدغاردو عبدالله، باتريسيو مهنا وروبرتو كتالون، إنها أسماء لاعبين من تشيلي، لكنهم يختلفون عن غيرهم، إنهم أبناء المهجر الفلسطيني هناك. بدأت الهجرة الفلسطينية إلى تشيلي من خمسينيات القرن التاسع عشر على هامش حرب القرم، ثم تعززت بسبب الحرب العالمية الأولى والصراع العربي الإسرائيلي. أغلب فلسطينيي تشيلي مسيحيون، تجربتهم ناجحة هناك، فأغلبهم ينتمي للطبقة الوسطى والعليا. أول كنيسة فلسطينية تأسست في تشيلي عام 1917 في سانتياغو. كلنا يعرف المدرب التشيلي العالمي مانويل بلغريني الذي درّب ريال مدريد ويدرب نادي ملقا، هذا المدرب درب نادياً فلسطينياً في تشيلي عام 1990 وعاد إليه مرة أخرى عام 1998، نادي دبرتيفو بالاستينو، هل تتخيل أنه في أقصى الأرض، في أمريكا الجنوبية، يوجد نادٍ فلسطيني اسمه سي دي بالاستينو تتألف ألوان زيه من ألوان العلم الفلسطيني. إن أرقى نادٍ اجتماعي في تشيلي هو «النادي الفلسطيني». ما أبعد المهجر، وما أروعه! قصة الفلسطينيين في تشيلي ملحمة تستحق التدوين، لقد كتب عنها بالفعل والتر غريب وروبرتو سارة، لكن من يترجم؟! من أهم الأعمال الأدبية التي أسرتني رواية مترجمة أصدرتها «منشورات ورد» عن هجرة الإنجليز إلى تشيلي، فما بالكم عن هجرة الفلسطينيين التي أنتجت ساسة مثل بابلو زلاقط وفؤاد شاهين وفرانشيسكو كهوان، وأنتجت فنانين كلتين وإملي جاسر وأن ماري جاسر والمطرب لويس ديماس، بل وأهم شخصية مصرفية في تشيلي: ألفارو صايغ. نعود إلى نادي سي دي بالاستينو الذي تأسس عام 1920 قبل معظم الأندية الرياضية في تشيلي، لقد حقق هذا النادي درع الدوري وكأس تشيلي أكثر من مرة، كما حقق كأس كامبيوتاتوس أربع مرات، وآخر إنجازاته تحقيق وصافة الدوري عام 2008. لهذا النادي مدرج يتسع ل12 ألف مشجع، والأهزوجة التي يترنم بها أنصار الفريق في المباريات –هناك في أقصى الأرض بتشيلي– تقول: «الحرية والنصر لفلسطين»!