قد نخسر كاتباً صحفياً مثل خالد السليمان الذي أعلنها صراحة بتفضيله السياحة الخارجية، وهذا شأنه حتى وإن بدت حيثياته التي ارتكن إليها ضعيفة، يكفي وجود أسماء مرموقة في الطرف الآخر مثل الشيخ الدكتور صالح السدلان والدكتور علي الحكمي والدكتور عبدالله المطلق، تلك الأسماء التي أعلنت مساندتها لدعوة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، بل قالت هذه الأسماء الرائعة إن الذهاب إلى الدول المضطربة إلقاء للنفس في التهلكة، ونصحوا الأسر السعودية بقضاء الإجازة في مناطق الاصطياف السعودية وفي مقدمتها عسير. السليمان ذهب إلى الجوانب السلبية وتجاهل الجوانب الإيجابية، وكأنه يبرر أسباب رغبته الجامحة نحو الخارج، استخدم عبارة فلسفية هرف بها عدنان حمد في غفلة من قانون الجاذبية الثقافية، ومن المعيب على كاتب كبير مثل السليمان أن يسقط على عسير ودعوة أميرها «العالمية صعبة.. قوية» وهو يعرف أبعادها وقيمتها السوقية.. لا يهم فقد انحاز مع أمير عسير السدلان والحكمي والمطلق، وأظنها كفة تميل لصالح عسير وصيفها وحرارتها التي لا تتجاوز العشرين درجة يومياً قياساً بالمدن التي يفضلها السلمان التي تتجاوز درجة الحرارة فيها نصف درجة الغليان.أمير عسير يراهن على المقومات الطبيعية والإنسان العسيري ومعطيات الدولة، وقد تفرغ لهذه المهمة ولم يفكر في المكاسب الشخصية، بل لا أبالغ إذا قلت إنه لم يحصل على متر مربع واحد منذ وصوله إلى الآن وغيره تمدد في كل الاتجاهات، أما السليمان ومن على شاكلته فلن ترضيهم عسير وجوها الأسري ولن يقبلوا بديلاً عن مدنهم المفضلة.