حفرالباطن محافظة كبيرة المساحة والعدد السكّاني وهي غنيّة بأهلها وبموقعها المتميّز إلاّ أنها تحتاج المزيد من الخدمات، كل من يعرفها يعرف أنها تستحق أن تعيش واقعاً أفضل مما هي عليه، وهي بحاجة إلى كثير من المؤسسات التي تحقق رغبة أبنائها في التعليم والتدريب والتوظيف، وهذه معضلة تحتاج إلى الحل في العديد من مدن المملكة وحفر الباطن ليست استثناء بالطبع، لكني كأحد أبنائها سأتحدث عن خواطر النّاس وأمنياتهم التي يعتقدون من خلالها أن مجلس الغرفة التجارية الذي استقل مؤخراً عن غرفة الشرقية قد أصبح وفي جيبه المفتاح السحري للحل، وسأضع طموح أهالي المحافظة وأسئلتهم على طاولة معالي وزير التجارة ومجلس الغرفة التجارية في حفرالباطن وأثق بأنه في حال فتحت وزارة التجارة ذراعيها لدعم المجلس لاستثمار الميزات المتوفرة في المحافظة كالموقع الجغرافي والثروة الحيوانية واستقطاب رؤوس أموال للاستثمار في مشروعات نوعيّة قد تخدم المحافظة بشكل لا مثيل له، فقطاع الثروة الحيوانية حسب تقديرات غير رسمية تقول بأنه الأكبر حجماً على مستوى المنطقة إلاّ أنه ومع ذلك بلا مشروعات تستفيد من هذه الثروة بأي شكل من الأشكال، فعلى سبيل المثال منذ سنوات طويلة وحفرالباطن في كل عام تصدّر أطنان الصوف إلى سوريا وتركيا لتعيد استيراده كمنتج نهائي من مصانع أجنبية فهل نحن أغنياء إلى هذا الحد؟ بإمكان مصنع صغير أن يؤمن منتجا محلّيا جيّدا ومنافسا يضاف إلى السوق ويوفّر العديد من الوظائف ويمنح المنطقة ميزة خاصة معتمدة على ما بها من إمكانات. ثم لماذا لا تستثمر حفرالباطن موقعها الجغرافي كمحطة تجارية إلى دول الكويت والعراق والأردن وسوريا وتركيا، أو بصيغة أدق ما الذي نحتاجه لنضيف للموقع الجغرافي ميزة اقتصاديّة ونخلّصه من كونه مجرّد محطة للعبور؟ وأكبر الأسئلة لمعالي وزير التجارة وأعضاء الغرفة التجارية أين هي شركة إسمنت حفر الباطن التي أعلن عن قيامها قبل سنوات برأس مال يتجاوز المليار ريال وبطاقة إنتاجية 2.5 مليون طن سنوياً، فمنذ سنوات طويلة اختفى كل شيء عن الشركة، فمن الذي عطلها؟ أثق أيضاً أن هناك كثيرا مما سيقوله مجلس الغرفة التجارية في حفرالباطن إلى معالي الوزير وهو أهم مما قلت وأهم مما سأقول، فهم فقط يريدون رغبة صادقة ونيّة خالصة في دعمهم من قبل الوزارة من أجل جعل حفرالباطن بيئة جيّدة للاستثمار فيما لو غيّرنا نظرتنا إليها من كونها مدينة نائية جاءت في موقع ناءٍ وأصبحنا نراها كمدينة يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة وبها من الميزات ما يجعلها أفضل بقليل من التفكير وكثير من العمل.