يعد «بيت البسام» أحد أهم المعالم السياحية التراثية في منطقة القصيم، التي لفتت أنظار الزائرين إلى «سياحي عنيزة» في الأعوام السابقة، يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1374ه، ويقع هذا البيت في الجهة الغربية من المدينة القديمة، قرب البوابة المسماة «باب الخلا»، وهو عبارة عن قصر طيني تزيد مساحته على ثلاثة آلاف و500 متر مربع، مبني حسب الطراز النجدي، ويمثل فترة من تطور العمارة في محافظة عنيزة. ترميم البيت اهتمت وكالة الآثار والمتاحف بهذا البيت، وسعت إلى إنجاز ترميمه، كما قامت بتأثيثه وتوفير القطع التراثية المناسبة له، حتى أصبح من المعالم المهمة في منطقة القصيم، حيث تعد إليه زيارات متنوعة، كالوفود الرسمية، وطلاب المدارس والمعاهد والكليات، وقد استقبل البيت أكثر من عشرة آلاف زائر خلال أربعة أسابيع فقط منذ أن فتح أبوابه الصيف الماضي، حيث تتجه أغلب أسر منطقة القصيم لزيارة هذا المنزل الذي أصبح بوابة للعبور للتاريخ. الأميران فيصل وسلطان حظي بترميمات وصيانة مستمرة، إلا أن مشروع الصيانة والترميم الأخير هو الذي أضفى عليه رونقاً وجمالاً. وقد تم إدراجه ضمن الأماكن السياحية عام 1425 عندما تفضل أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز و أمين عام الهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، بزيارة هذا البيت أثناء فعاليات سياحي عنيزة 1425ه. وقد قدما إليه الدعم والمساندة، من خلال إدراجه ضمن الأماكن السياحية في منطقة القصيم. مسرح العرائس فعاليات ومعارض متنوعة أقيمت في البيت على مدار السنوات الماضية، منها معرض فن تشكيلي لطلاب المدارس و معرض الصور القديمة، كما تم تنظيم فعاليات الحرف والمأكولات الشعبية ومزادات التراث الشعبي في البيت، والتي تلقى إقبالاً منقطع النظير من الجمهور. وقد أقيم في البيت أيضا جناح خاص للفنانات التشكيليات في عنيزة، كما وجهز البيت بمسرح مخصص للعرائس تُعرض به طرق الزواج قديما في جميع مناطق المملكة. تذكار الخثلان كما نظم في البيت عرض لأزياء الأطفال وخصص فيه مكان للتشكيل على الرمل للصغار، واحتضن البيت ست أمسيات شعرية كان أبرزها حضور الشاعرة المعروفة الراسية وتذكار الخثلان. ولم يغفل البيت الأيادي النسائية العاملة، حيث أقيم فيه عرض للأسر المنتجة تعرض فيها النساء أبرز أعمالهن، سواء من مشغولات الملابس أو الأواني أو التحف التجميلية أو حتى المأكولات الشعبية. وقد تم تفعيل البيت وذلك بتأثيثه ليمثل البيت النجدي القديم، ولتعدد الأجنحة فيه فقد اختير مكانا مناسبا لإقامة المعارض، منها معرض الصور القديمة التي التقطت لمدينة عنيزة في فترة مبكرة. البيت مفتوح لزيارات المواطنين والمقيمين والوافدين كما أن هناك سجل مواعيد للزيارات العلمية والطلابية، وشارك في فعاليات سياحي عنيزة 1425ه بعدة فعاليات منها الحرف والمأكولات الشعبية الرجالية والنسائية كما أقيم فيه عدة فعاليات شعبية . «أسطورة تاريخية ومعلم لا ينسى، تفتخر به عنيزة وأهلها، وله طابع خاص لدى الزوار» بهذه العبارات وصف محافظ عنيزة فهد بن حمد السليم «بيت البسام»، كما قال « تشرفنا بزيارات مهمة للبيت أبرزها زيارة أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، وسمو نائبه الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز». بيت البسام للجميع ويقول أهالي محافظة عنيزة « تاريخنا ومعالمنا تزيد من قدرنا» مشيرين إلى بيت البسام حيث قال المواطن صالح الروقي»إن عنيزة تحظى بوجود معالم تاريخية يرحل عنها الزائر مسجلا مدونات مهمة نتفاخر بها ونتغنى، ونحن نعتبر هذه الكنوز من العوامل المهمة لجلب الزوار والمهتمين بمجال السياحة». المعشى والمصاريع يشار إلى أن بيت البسام يعتبر من أكبر المتاحف في نجد، وذلك لسعته وتعدد الأدوار فيه، حيث تم إنشاؤه على مساحة 3500 متر مربع، وتتوافر فيه الأنماط المعمارية السائدة في نجد، كما أنه لا يخلو من اقتباسات خليجية كما هو ملاحظ في بعض نوافذه، ويوجد في البيت قهوة صيفية وأخرى شتوية لاستقبال الرجال صيفا وشتاء، وغالبا ما تقدم القهوة في (المعشى)، الذي هو عبارة عن مكان لتقديم الطعام بعد القهوة، كما توجد خلوة أسفل (المعشى) تتميز بالدفء شتاء والبرودة صيفاً، إضافة إلى عزلها الضجيج، أما إضاءتها فتكون عن طريق المصاريع، وهي نوافذ تكون مفتوحة على الليوان وكل مجلس من هذه المجالس يكون مفتوحاً من جهتين للتهوية والإضاءة ويوجد جناح مخصص لأعمال التجارة، تتوزع فيها الغرف على شكل رواق بأعمدة أسطوانية ومدخل كراج لدخول السيارات، لتنزيل البضائع وتسويقها لتجار المدينة. الاكتفاء الذاتي ويوجد في البيت جناح للعائلة يتكون من جزئين، جزء لاستقبال العائلة يوجد فيه قهوة صغيرة معدة لاستقبال الأقارب، وجزء لمعيشة العائلة وهو على شكل مربع مكشوف لأشعة الشمس، وتكون الغرف للاستخدامات المعيشية المتنوعة، وتوجد حديقة واسعة زرع فيها النخيل والخضراوات والفاكهة، وتحتوي على ملحق خاص لإنجاز الأعمال المتعلقة بها، ويوجد فناء مخصص للماشية، ويلاحظ أن البيت النجدي القديم يحقق الاكتفاء الذاتي لمعيشة الأسرة، وقد هُيئت بعض الغرف داخل البيت لتحتوي على استخدامات متنوعة، حيث توجد الغرفة القديمة للعروس وغرفة للولادة، وأخرى خاصة بحلي المرأة، وغرفة للأسلحة القديمة، وغرف للتمريض قديماً، وغرفة للرحى، وبجوارها غرفة لكنز التمر نصب فيها ما يسمى عند الأهالي (الجصة)، وفي الحديقة تمت إضافة عروض من الموروث القديم مثل (القليب، والحسو، والسبيل، والمعشش، والتنور) وغيرها، وتم تأثيث كل جزء بما يناسبه من القطع التراثية القديمة.