رحم الله نايف بن عبدالعزيز الرجل الذي بذل الكثير من الجهد والوقت والتفاني لخدمة دينه ووطنه ومليكه، رحم الله نايف الرجل الذي شهدت له السنون على ما يبذل لخدمة حجاج بيت الله الحرام في كل عام، يشرف على كل شيء في أعظم وأقدس الأماكن، كل عام بنفس الصبر والحكمة والحماس، رحم الله نايف رجل الأمن ورجل السياسة الذي نجح كثيراً وثبت بحزم أمام عدد من التحديات والأيام العصيبة التي مرّ بها العالم ومنطقتنا بالتحديد، فهو رحمه الله حينما خرجت عبارة (إن لم تكن معي فأنت ضدي) بنسختها الأمريكية الشهيرة بعد أحداث 11 سبتمبر وقابلها أيضاً العبارة الشهيرة لأسامة بن لادن الذي يؤكد (انقسام العالم إلى فسطاطين) كان الأمير نايف رحمه الله يقف بينهما موقف الحكمة كرجل أمن وكرجل خبير وصاحب مسؤولية ويبيّن للعالم أن الإرهاب لا دين له وأن الإسلام منه براء، وأن الإرهاب لا وطن له ، فالسعودية وغيرها من البلدان عانت منه كثيراً وطويلاً، ونجح في إقناع العالم أن أمريكا وغيرها ذاقت من نفس الكأس الذي شربنا منه وأنه لكي ننجح في مكافحة الإرهاب لا بد لنا من إيجاد تعريف واضح وصريح له غير مبني على دين ولا على وطن بعينه، وأثبتت الأيام صحة وجهة نظره وصواب رأيه رحمه الله، واستطاع من خلال عدة مواقف أن يخلّص المملكة وشعبها من عدة أزمات توالت عليها تلك الفترة من أهمها الحرب على الإرهاب الذي عانينا منه كثيراً كمجتمع سعودي، فالنجاحات التي حققتها السعودية من خلال محاصرة الإرهاب وتعقبه والضربات الاستباقية التي وجهت له أكثر من مرّة وفي أكثر من موقع أظهرت قدرة المملكة الفائقة على التعامل مع هذه الأحداث وجنّبت المجتمع الكثير من الأخطار والحوادث. رحم الله نايف وزير الداخلية الذي حقق نجاحات كثيرة في ميدان الأمن الذي كان ولا يزال أنشودة الجميع، وحقق نجاحاً متميزاً وتقدماً واضحاً في ميدان الفكر حينما قرن الحل الأمني لجرائم الإرهاب بالحل الفكري وقبلها حينما تبنّى قيام صرح أكاديمي أصبح مع الأيام يسمّى جامعة نايف للدراسات الأمنية وهي الآن مثال حي لرجل لا يموت. رحل نايف بن عبدالعزيز إلى جوار ربّه لكنه ترك أثراً يشهد به الأعداء والحق ما شهدت به الأعداء كما يقال، رحل لكنه ترك أوفياء يحملون الهمّ ذاته ويسهرون على حفظ الوطن من أيدي العابثين والأشرار، فخالص العزاء لنا ولخادم الحرمين الشريفين حفظه الله وللأسرة المالكة ولأبنائه البررة في وفاة ولي العهد الأمين وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.