فقدت المملكة العربية السعودية بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – أحد أبرز قياداتها ورجالاتها المخلصين الذين خدموا الدين والوطن طيلة عقود وأفنوا حياتهم في سبيل رفعة الإسلام وأمن الوطن وعز المواطن، لينالوا بذلك إن شاء الله خير الجزاء في الدارين الدنيا والآخرة، ونال دعاء الآمنين المطمئنين في دورهم وأعمالهم . إن الحديث عن مآثر ومناقب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية – رحمه الله – لا تتسع له صفحة أو صفحات لتوفيه حقه كرجل دولة وأمن تصدى لكثير من المهمات بحنكته وخبرته وأصبح مثالاً يحتذى به في حسن إدارة الأزمات وتحديد الإستراتيجيات. منذ 38 عاماً تولى الأمير نايف مسؤولية الأمن في هذه البلاد فكان خير قائد غرس بفضل الله أطناب الأمن والأمان في كافة أنحاء المملكة وهي قارة مترامية الأطراف تصدى بكل حزم لمحاولات زعزعة الاستقرار واستئصال الإرهاب من جذوره فعم الأمن أرجاء الوطن واطمأن المواطنون والمقيمون على حد سواء لأن هناك من يسهر من أجل أمنهم . ومع مسؤولياته الجسام كرجل دولة وأمن، لا يدخر الأمير نايف جهداً في الاهتمام بالسنة النبوية تشجيعاً وتحفيزاً للعلماء في كافة أنحاء العالم فأنشأ جائزة تحمل اسمه لهذا الغرض، كما أنشأ قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو إساهما من سموه في نشر الإسلام واللغة العربية في موقع أكثر ما يكون حاجة لمثل هذا الدعم والاهتمام . وقد تضاعفت مسؤوليات الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – بصدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء خلفاً لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – الذي لم يخفف وطأة خسارته على الوطن إلا تعيين الأمير نايف خلفاً له .. ونعم القرار ذاك الذي اختاره خير خلف لخير سلف ، وخلال الفترة التي تولى فيها ولاية العهد كان لسموه مآثر وجهود سنوات طويلة من العمل الدؤوب في كافة أركان الدولة وقطاعاتها والتي ركزها في رفاهية المواطن والاهتمام بأمورهم المعيشية ومتابعته الشخصية لكل ما له أثر إيجابي لتنفيذه ولمن له أثر سلبي التخلص منه. وشاءت إرادة الله أن ينتقل الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى جوار ربه تسبقه الدعوات من الوطن بأكمله كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يجزيه عن الوطن والمواطنين خير الجزاء وأن ينزله منازل الشهداء. نسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها وأن يحفظ لها قيادتها التي رعت الإسلام ودعمت الكتاب والسنة وبسطت الأمن والأمان في ربوع الوطن وسخرت كل الإمكانات لبناء الوطن ورفاهية المواطن .