*  الجامعات لا توظف بمعزل عن « الخدمة المدنية» وأرجوا أن لا نشكك في شفافيتها. *  تم التعاقد مع دفعات طلاب الابتعاث الأولى قبيل تخرجهم برواتب مجزية. *  زهد خريجي الثانوية في « المهني والتقني» يضغط على الجامعات .. والتوسع مستمر. *  دعم الحكومة الكبير شمل حتى الجامعات الأهلية. *  سؤال طالبات الملزّ وعليشة وسؤال الألف موظفة وجِّهوهما لمدير جامعة الملك سعود. *  «التصميم الداخلي» جزء من الهندسة، وجامعات سعودية كثيرة تدرّسه للطالبات الآن. كشف نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد بن محمد السيف، عن خطط تعكف عليها الوزارة حاليا، لرفع مستوى البرامج التعليمية في الجامعات السعودية، وتحديث بعض التخصصات والمناهج، من خلال أسس ومعايير عالمية تواكب آخر المستجدات في سوق العمل، لتخريج دفعات قادرة على الإبداع والتصدر في مجالاتها العلمية والعملية. وأوضح الدكتور السيف في حوار مع “الشرق”، أن هناك توسعا ملحوظا في البنى التحتية للمدن الجامعية، الحكومية منها والأهلية، وأنها تحظى بدعم كبير ومستمر، مشيرا إلى أن هذا التوسع يقابله مقدرة على استقطاب وتحمل أعداد الطلاب المتزايدة، لافتا إلى ضرورة ترغيب الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية بالالتحاق في التعليم المهني والتقني، ليخفف ذلك من الضغط على الجامعات، كما يمنح الطالب خبرات مهارية وحرفية، تخدم سوق العمل، ويسهم في وضع حل جذري لمشكلة القبول في الجامعات. ودافع السيف عن جامعة الملك سعود التي وظفت أخيراً 1000 عاملة في جامعة البنات في حي الملز وعليشة، موضحاً أن جميع التعيينات في الجامعات، على مختلف الوظائف الأكاديمية والإدارية، تقوم على أسس من لجان مختلفة، ومعايير محددة للتقييم والقبول، وقال “أرجو من المجتمع أن لا يشكك في هذا الأمر”.
مواكبة سوق العمل - ما خطة وزارة التعليم العالي التي تعتمدها لتطوير التعليم الجامعي في المملكة؟ - في الواقع، نحن نقوم بورش عمل مع كافة المعنيين بهذا الموضوع، على أمل رفع مستوى البرامج التعليمية في الجامعات السعودية، وتحديث بعض التخصصات وبعض المناهج لتواكب آخر المستجدات في التعليم العام، من خلال أسس ومعايير عالمية تواكب سوق العمل، لتخريج دفعات قادرة على الإبداع والتصدر في مجالاتها العلمية والعملية، وجميعنا نعمل لتلافي جوانب القصور في تعليمنا الجامعي حالياً، لنصل إلى مرحلة عالية من الأداء التعليمي، ومستوى منافس للجامعات العالمية.
حلول جذرية - نسب القبول في الجامعات السعودية زادت عن %170 خلال الآونة الأخيرة، كيف للجامعات السعودية مع هذا التضخم، أن تستوعب هذه الأعداد الكبيرة، في ظل ضعف البنية التحتية؟ - بالعكس هناك توسع ملحوظ في المدن الجامعية، فدعم الحكومة كبير ومستمر، ليس للجامعات الحكومية فحسب، بل للأهلية أيضا، فهذا كله توسع مقابل لاستقطاب وتحمل أعداد الطلاب المتزايدة. كما سنضع في العام المقبل حلولا جذرية لقبول الطلاب، حيث لاحظنا زهد أغلب الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية في التعليم المهني والتقني، وهذا ما يزيد من الضغط على الجامعات السعودية، فنحتاج لبعض الوقت لكي يقتنع الطالب وولي أمره بجودة المؤسسات والمعاهد المهنية والتقنية، التي لا تختلف عن الجامعات، بل قد تتميز عنها بمنح الطالب الخبرة المهارية والحرفية.
طالبات الملز وعليشة - لماذا تأخر مشروع نقل طالبات الملز وعليشة لموقعهم الجديد في الدرعية؟ - هذا المشروع يقع تحت إشراف جامعة الملك سعود ويفضل أن يوجه السؤال لها، ولكن أعتقد بأنه على حسب ما يأتينا من تقارير أنه في مراحله الأخيرة.
تنوع التخصصات - الجامعات الأهلية يوجد لديها تنوع كبير في الأقسام والتخصصات، خصوصا للطالبات، لماذا تفتقدها الجامعات الحكومية؟ - الجامعات بدأت تهيكل خططها وبرامجها العلمية، وهناك مراجعة كبيرة لكثير من الخطط، واعتماد أيضاً من قبل المؤسسات العلمية العالمية، كما بدأت الجامعات في تحديث هذه الخطط والبرامج للطلاب والطالبات على حد سواء، وأعتقد أن كثيرا من الجامعات حاليا تدّرس التصميم الداخلي للطالبات، ويعتبر هذا العلم جزءاً لا يتجزأ من الهندسة، وفي ظل المراجعة القادمة أعتقد أننا سنرى تخصصات علمية نادرة يطلبها سوق العمل.
المفاضلة والشفافية - لماذا لا يوجد أي مفاضلات في التوظيف لدى الجامعات، وخصوصا لدى جامعة الملك سعود، التي وظفت أخيرا 1000 موظفة في الأقسام النسائية دون مفاضلة؟ هل تعملون بمنعزل عن وزارة الخدمة المدنية؟ - بالطبع لا، ولا أعتقد أن الأمور تتم بهذا الشكل، لكن ينبغي أن يوجه هذا السؤال لمعالي مدير جامعة الملك سعود، كما إن جميع التعيينات في كل الجامعات، سواء للمعيدين أو المحاضرين أو الإداريين، فإنها تعتمد على أسس ومعايير من قبل لجان مختلفة، فهناك لجنة للمسابقات، ولجنة أخرى للتقييم، وهناك لجنة يرأسها مدير الجامعة للإقرار النهائي. وفي النهاية يتكون لدينا عدد من اللجان ذات القانونية التامة، التي تضمن الشفافية والعدالة للجميع، وأرجو من المجتمع أن لا يشكك في هذا الأمر، وأن يضعها في موازين أخرى، وأنا شخصياً أشكك في أن 1000 موظفة تم تعيينهن والتجاوز عنهن، وأفضل أن يطرح السؤال على جامعة الملك سعود، وسوف نعمل لمعرفة خفايا هذا الموضوع إن كان حصل بالفعل.
فخر واعتزاز - هل استفادت الدولة من خريجي دفعات الابتعاث في الأعوام السابقة؟ وكم عدد الذين يرجعون دون الحصول على شهادات؟ - بكل تأكيد خريجو الدفعات السابقة لهم وضعهم الخاص من حيث شغلهم لكثير من الوظائف، كل حسب تخصصه، وتم التعاقد معهم قبيل تخرجهم برواتب ومحفزات مجزية، كما كان لهم أثر بارز في خدمة البلد من خلال الخبرات التي اكتسبوها، وكانت محل فخر واعتزاز القيادة. بالنسبة للذين يرجعون بدون شهادات، فهم فئة شاذة وقليلة، ولا تمثل شريحة كبيرة من الطلاب المبتعثين، فهؤلاء كانوا عبئا على الدولة من خلال عدم إحساسهم بالمسؤولية، وتقصيرهم في هذا الجانب، كما إنهم أضاعوا فرصة الابتعاث لمن هم أحق منهم، وأدعو من خلال هذا المنبر جميع الملحقيات الثقافية في دول الابتعاث لمتابعة كافة الطلاب، سواء من النواحي التعليمية، أو غيرها، بكل صدق وموضوعية.
أبناء السعوديات - لماذا الابتعاث الخارجي لا يشمل غير السعودي من أم سعودية، مع أنه يعامل كمواطن في التوظيف والدراسة؟ - لائحة الابتعاث نصت على أن يكون سعوديا، ولديه الهوية الوطنية. فهذه قوانين خاصة بالابتعاث، كما أن تعليم الطالب غير السعودي من أم سعودية مكفول في المملكة بكافة جوانبه، سواء في الجامعات الحكومية أو الأهلية، ويعامل كسعودي كما ذكرت، إلا في بعض الجوانب التي لم يصدر فيها أي قرار رسمي، وآمل أن يتم طرح هذه القضية في مجلس الشورى، لتتم مناقشتها.
الابتعاث للدراسة فقط - كثرة عمليات الاعتداء على الطلبة السعوديين في مختلف دول الابتعاث، ما موقف الوزارة تجاهها؟ - بداية فإنني أشدد على ضرورة أن يحرص أبناؤنا الطلاب على دراستهم فقط خلال إقامتهم في دول الابتعاث، إذ إن هناك أمورا غير الاعتداء قد تحصل، يتعلق بعضها بالصراعات الفكرية، وبعضها بالنزاعات السياسية، وعلى الطالب أن يكرس جهده لمهمة الدراسة فقط لا غير، وأن يبتعد عن كافة الأمور الأخرى التي تعرضه للخطر والمساءلة. ونحن هنا في الوزارة لنا دور قبل الحدث وبعد الحدث، أما قبل الحدث فالوزارة كثيرا ما أوصت أبناءها الطلاب بالحرص الشديد في جميع التعاملات الاجتماعية أو التعاملات الإدارية والنظامية وضرورة الالتزام بها، وعدم التدخل بكل ما هو خارج عن نطاق دراسته، فإذا توفرت هذه الاعتبارات، فإننا نعتقد كمسؤولين أن فرصة الاعتداء على الطالب أو استغلاله في أمور لا تحمد عقباها قليلة جداً، وسيسهم ذلك في إغلاق كل الثغرات. أما بعد الحدث، فإن الوزارة يهمها أبناؤها الطلاب، وتتابع سلامتهم بكل حرص، وأيضاً تولي كافة جهودها في أخذ حق الطالب المعتدى عليه من المعتدي وتقديمه للعدالة، لكن الأهم من ذلك، وأكررها، للطلبة المتبعثين هو الحرص الشديد على أداء المهمة الدراسية فقط، وأن يكون حريصا على نهجه السياسي والفكري في ظل هذه الصراعات التي تحصل الآن في كافة المجتمعات.
تمازج الحضارات - هل حوادث الاعتداء برأيك ناجمة عن دوافع دينية أو عنصرية؟ -لا أعتقد ذلك، فالمجتمعات فيها من الأشخاص السيئين وفيها من الصالحين، فلا أربطها بدوافع عنصرية أو بدوافع دينية، كما إن دور برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، من أهدافه تمازج الحضارات، فيجب أن لا نعتقد أن هذه المجتمعات هي مجتمعات عنصرية، ومن جانب آخر، وكما ذكرت سابقاُ، ينبغي على طلابنا أن يأخذوا الحيطة والحذر في كل شيء في غربتهم وفي دراستهم، وأن يتجنبوا التعرف على الغرباء، وأن يتأكدوا من وجودهم في المكان السليم والوقت السليم، وأن يحرصوا على عدم رد الاعتداء بمثله، وأن يلجأوا إلى الشرطة في أي طارئ أو خطر.
مكافآت الطلاب مجزية - ماذا بخصوص مكافآت الطلاب الجامعية، سواء داخلياً أم خارجياً؟ - أعتقد أنها جيدة في هذا الوقت، كما أننا مميزون في هذا الجانب، فالطلاب في الجامعات العربية والخليجية لا يأخذون شيئاً، كما إن المكافأة ليست لتأمين المعيشة، بقدر ما هي تأمين لبعض المصروفات الخاصة للطالب، حيث يفترض أن تكون كافة المتطلبات المعيشية الأخرى مؤمنة للطالب، ولو كانت المكافأة قد وضعت لتأمين كافة احتياجاته فأقولها بصراحة، لن تكفيه 3000 الآلف ريال شهرياً، لا سيما في ظروف الغلاء المعيشي. أما بالنسبة لمكافأة الطالب المبتعث فأعتقد أنها ممتازة، والآن ثبتت على أسعار صرف معينة على حسب دولة الطالب المبتعث، كما أعتقد أنها قد تفيض، خصوصاً بعد توفير التأمين الطبي في أغلب الملحقيات التعليمية، الذي كان هاجسا كبيرا للمبتعثين في السابق، وأعتقد أنه لو تقرر زيادة المكافآت المخصصة للطلاب، فمن شأن ذلك أن يزيد الأعباء على الدولة، ما قد يحبط هذه البرامج، فيجب علينا ألا نثقل على الدولة في الرفاهية الزائدة، فهناك طلاب لم يستفيدوا من برنامج الابتعاث بسبب انتظار تخريج الدفعات السابقة، والإشكالية كلها في تأخر الدفعات عن التخرج، مما قد يكسر ميزانية البرنامج في الابتعاث، وفي نفس الوقت يحرم مجموعة كبيرة من الطلاب من الدراسة في الخارج.