لا يخفى على المطلعين حجم الدعم الذي يبديه النظام الإيراني للنظام السوري منعاً لسقوطه وتجنباً للتداعيات الحتمية المدمرة لهذا السقوط على السياسة الإيرانية في المنطقة العربية والتي يتم البناء عليها والاستثمار فيها منذ عام 1979. ولا يقتصر الدعم الإيراني لنظام الأسد كما بات معلوماً على الشق السياسي الذي عبّرت عنه كافة جهات صنع القرار في إيران وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي الذي قال علانية وبشكل صريح وواضح وأكثر من مرة إنَّ إيران ستدعم النظام السوري حتى النهاية، وكذلك موقف الحرس الثوري ناهيك عن الدعم الاقتصادي، والمالي، والتقني والاستشاري، والعسكري، والذي تراوح بين إرسال خبراء ومستشارين تقنيين وعسكريين وأمنيين في سياسات القمع وإخماد الثورات، إلى إرسال المعدات والأسلحة والذخائر المطلوبة لهذه المهمة، وصولاً إلى المشاركة اللوجستية على الأرض. وعلى الرغم من أنَّ الدعم السياسي والمالي والاقتصادي وحتى التقني والعسكري اللوجستي كان واضحاً وصريحاً للجميع، إلا أنَّ موضوع مشاركة قوات إيرانية أو أخرى تابعة لجهات موالية للنظام الإيراني كحزب الله، أو الميليشيات الشيعية في العراق بقي مثار شك دون وجود دلائل قاطعة كما يدّعي البعض. لكن وبفضل نائب قائد فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سلمياني والذي يمثل الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني المتخصص بالأعمال القذرة في الخارج، فإن مشاركة عناصر إيرانية في إخماد الثورة السورية بات مؤكداً. ففي أواخر شهر مارس/آذار الماضي، نشرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) مقابلة مع نائب قائد فيلق القدس «إسماعيل غاني»، ونظراً لخطورة الكلام الذي قاله نائب قائد فيلق القدس، فقد حذفت الوكالة تصريحه بعد فترة وجيزة من نشره على موقعها. وقد صرح إسماعيل غاني في تلك المقابلة بما نصه: «إن لم تكن الجمهورية الإسلامية حاضرة في سوريا، لكانت المجازر التي يتعرض لها الناس تحصل على مستوى أكبر بكثير»!، ويضيف المسؤول الإيراني ما نصّه «قبل وجودنا في سوريا، قتلت المعارضة السورية الكثير من الناس، لكن مع وجودنا الحسي وغير الحسّي فيما بعد في سوريا، تم تفادي حجم أكبر من المجازر»! أعتقد بعد ذلك لا حاجة عن دلائل إضافية.