اعتقد لاعب خط الوسط البرازيلي سقراط الذي توفي أمس، الأول عن عمر يناهز 57 عاماً، أن أسلوب اللاعب أهم من انتصاره أو هزيمته. وقالت صحيفة الاندبندت بأن هناك اعتقاداً رائجاً بأن كرة القدم البرازيلية كانت دائماً تهتم “باللعب الجميل”. قد يكون اعتقاد سقراط بالذات مبرراً كونه من الشخصيات الأساسية التي تحملت أهم إخفاقات منتخب البرازيل. كهزيمته في هنغاريا عام 1954 وبعدها بعشرين عاماً في هولندا، كان يجب أن يفوز منتخب البرازيل في كأس العالم عام 1982. وقد تكون تشكيلة المنتخب عام 1994 هي التي رفعت كأس العالم في لوس أنجلس وتشكيلة 2002 هي من رفعته أيضاً في يوكاهما، حيث كان لاعبوه عمليين ومشابهين للألمان في إصرارهم على الفوز. لكن تشكيلة عام 1982 التي كان يقودها طالب الطب طويل القامة من ربيرو بيترو، هي الوحيدة التي تمكنت من اللعب بشكل جميل، وتمكن من الخروج من ظلال تشكيلة عام1970. هنغاريا وهولندا تمكنت على الأقل من الوصول إلى النهائيات. لكن البرازيل لم تتمكن حتى من الوصول إلى نصف النهائيات. هزيمتهم ب3 مقابل 2 لصالح منتخب إيطاليا كانت من أعظم المباريات في تاريخ كأس العالم وهدف سقراط فيها كان من أعظم أهداف كأس العالم. قام بتمرير الكرة إلى زيكو الذي أعادها إلى سقراط الذي أصبح مقابل اللاعب زينو دوف، وكانت الزاوية ضيقة جداً إلا انه قام بالتسديد لتخترق الكرة المرمى. دائماً ما يشبه فريق 1982 بفريق 1970 في أدائهما، لكن كان هناك فرقاً مهماً بينهما. كان فريق 1970 يخضع لتحضيرات و انضباط صارم . كانت البرازيل تخضع لحكومة شيوعية ترغب بالفوز بكأس العالم بشدة للترويج لنفسها كما فعل الأرجنتينيون. كان لمخيمات تدريبهم ضباط و كلاب حراسة : كان برنامج لياقتهم مقتبساً من نظام رواد الفضاء ناسا الذين تمكنوا من الوصول إلى القمر في العام الماضي. ورغم أن الجيش استمر في السلطة بعد ذلك باثني عشر عاماً، إلا أن أنظمة التدريب في عهد سقراط ورفاقه لم تعد صارمة كالسابق. شهد عام 1982 أفضل لحظات سقراط، التي لم تكن برفع كأس العالم لكن بنجاحه في قيادة نادي كورنثوس للفوز بالدوري البرازيلي في نوفمبر. حيث أجبر العاملين بالنادي ليكونوا أكثر تعاوناً، بأن تخضع جميع القرارات لتصويت اللاعبين. لم يكن لقمصانهم أي رعاة رسميين كانت تحمل فقط كلمة “الديمقراطية”. يقول سقراط عن فوز ناديه “قد تكون هذه أجمل لحظة عشتها” ويضيف ” أفضل شيء أعطتني إياهكرة القدم هي الفرصة للتعرف على الناس. تعرفت على أشخاص عانوا كثيراً في حياتهم وبالمقابل تعرفت على أشخاص كانوا يملكون كل شيء”.