يتبع بعض الطلاب أساليب غريبة ومختلفة في الاستذكار متعللين بأن ذلك يساعدهم على الفهم والاستيعاب، حيث تقول الطالبة مروى إنها لا تستطيع المذاكرة إلا بالجلوس على الغسالة وهي تعمل، في حين تقول أنيسة محمد إن طريقتها المفضلة للاستذكار هي المشي في الصالة بشكل بيضاوي. ولا تستطيع فادية العاشور المذاكرة مالم تمسك قلما وترسم دوائر حول الكلمات داخل الكتاب، أما أختها هيفاء فتقوم بتلخيص المنهج على شكل جداول ومخططات، وتقول» يستغرق مني عمل الجدول وقتا طويلا ولكني لا أستطيع الحفظ ما لم أفعل ذلك وكنت قبل التوصل لهذه الطريقة ضعيفة في الدراسة وأرسب أحيانا في بعض المواد، وما إن اتبعتها حتى تحسن مستواي، وتربط نوف خالد بين ارتفاع صوتها أثناء المذاكرة وبين سرعة حفظها، وتضيف» صديقتي تذاكر وهي تعض على الأقلام، ولدي صديقة أخرى لا تتمكن من المذاكرة إلا إذا كان الجو حارا، وتقول خريجة الصيدلة زهور علوي إنها كانت تفهم المنهج الدراسي دون حاجة لإمساك الكتاب بل تكتفي بالنوم وإسناد الكتاب إلى الجدار، لافتة أنها كانت تحصد المراكز الأولى في الثانوية، وتخرجت من قسم الصيدلة في الجامعة بتقدير «جيد جدا»، وتؤكد صفا الملا أنها لا تتمكن من المذاكرة إلا بالجلوس أمام التليفزيون أو ضمن محيط به صوت عال جدا. نظرية الذكاء وفسر الاختصاصي النفسي ومدير قسم التحفيز بمجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور محمد المقهوي الاختلاف في طرق استذكار الطلاب بنظرية الذكاء المتعدد، ويشير «أنواع الذكاء متعددة قد تصل إلى عشرة أنواع، فالبعض ذكاؤه رياضي يبرع في المسائل الحسابية، والبعض ذكاؤه موسيقي يبرع في جوانب معينة، ليكون الاستيعاب بذلك أفضل بحسب نوع الذكاء» وأضاف» هناك أيضا نظرية (الأنظمة التمثيلية) التي تقسم الناس من حيث طريقة الفهم والاستيعاب إلى حسي وبصري وسمعي، فالحسي يستوعب باللمس وكثرة الحركة أثناء المذاكرة ولا يستطيع الحفظ بدون فهم، أما السمعي فيجب أن يذاكر بصوت عال ومن غير الضروري أن يفهم لكي يحفظ، في حين يحتاج البصري إلى الصور والمخططات كي يستوعب، فيعتمد على تلخيص ما يتذكره ويضعه في جداول ومخططات ويستخدم الألوان للتخطيط والرسم». ويشدد المقهوي على أهمية أن يعي المدرس أو حتى من يلقي محاضرة أو ندوة هذه الاختلافات، كما عليه استخدام الوسائل التي تساهم في سهولة استيعاب ووصول الأفكار لجميع المتلقين. القدرة الاستيعابية وتنفي استشارية أمراض الأطفال العصبية الأستاذة في جامعة الدمام رائدة البرادعي، وجود أي اختبار أو فحص سريري يمكنه أن يشير إلى سبب اختلاف القدرة الاستيعابية ومستوى الذكاء من طفل لآخر، عدا الحالات التي تتعرض لأمراض أو حوادث قد تتسبب في ضمور المخ، إلى جانب إصابة الطفل بأمراض الصرع والتهاب السحايا وفقدان الذاكرة، مبينة أن السبيل الوحيد لمعرفة مستوى ذكاء الفرد هو عمل اختبار للذكاء، كما يجرى لحالات معينة تحليل للكروموسومات والجينات، منوهة أن 40% من حالات نقص الذكاء تعود لأسباب غير معروفة، و60% تعود لمرض يؤثر على المخ، مشيرة إلى أن من بين المشكلات المؤثرة على الذكاء وجود خلل في عملية التمثيل الغذائي، ونقص أنزيم معين، الأمر الذي يؤثر على النمو بشكل سلبي.