على مدى يوم واحد احتضنت باريس ورشة عمل، اجتمع خلالها عدد كبير من الخبراء في تربية الأطفال والتعليم في المرحلة الابتدائية، لمناقشة الوضع الأمثل الذي يمكن الصغار من الارتباط بالمواد الدراسية، وعمل الواجبات بكفاءة. ويقول آرنود جامين، (متخصص في التربية النفسية للطفل وأحد المشاركين في ورشة العمل) "بشكل عام وخلال المرحلة الابتدائية تحديدا، يعود الصغار إلى المنزل منهكين بعد يوم دراسي طويل، ومن الطبيعي أن الصغير لا يشغل باله سوى شيء واحد هو اللعب. هذا يشكل إزعاجا كبيرا للأهل، فهذه الرغبة في اللعب يرونها تتعارض مع التركيز المطلوب توفره من أجل عمل الواجبات المنزلية". وأضاف أن "هذا الأمر عادي جدا، فالصغار في هذه المرحلة يتلقون كمية كبيرة من المعلومات، مما يجعل ذهنهم مرهقاً، وفي حاجة إلى وقت للترفيه، ولكن هذا الوقت تحكمه عدة أشياء حتى يمكن الاستفادة منه أثناء الاستذكار أو أداء الواجبات المدرسية". وأشار جامين إلى أن من أهم ما يجب على الأهل مراعاته بعد عودة أبنائهم من المدرسة التدخل في تحديد موعد للعب قبل المذاكرة، في حدود نصف ساعة أو خمس وأربعين دقيقة على الأكثر، وقبل اللعب من المفضل تناول الصغير لوجبة خفيفة لتنشيط ذاكرته، تتكون من عصير فاكهة وقطعة حلوى واحدة، وأثناء تناول هذه الوجبة يمكن للأهل الحديث مع الصغار حول يومهم في المدرسة، على أن يبتعد هذا الحديث عن الدروس والامتحانات، ومن المستحب أن يدور الحديث حول الزملاء والأصدقاء وما شابه". وأضاف أن "للصغير بعد ذلك أن يلعب خلال وقت محدد، بشرط عدم الجلوس أمام جهاز التلفزيون أو جهاز الفيديو جيم، فكلاهما قادر على تشتيت الذهن أثناء الدراسة، لأن تأثيرهما يمتد لفترة داخل الصغار". ويؤكد جامين على "أهمية تهيئة مكان ومناخ لاستذكار الدروس، فحجرة الصغير يجب ألا يكون بها جهاز تلفزيون، ويمكن مساعدته في عمل برنامج أولويات للمذاكرة، فلا يعقل أن يبدأ الطفل بعمل واجبات مطلوبة نهاية الأسبوع قبل واجبات اليوم التالي، ولكن لا يجب أن يقوم الأهل بعمل الواجبات نيابة عن أطفالهم. كذلك لا يجب أن يستذكر الطفل دروسه في مناخ مشدود، بمعنى عدم توبيخه إذا ما أخطأ في الإجابة على بعض الأسئلة، أو كان بطيئا في فهم ما يشرح له". ونبه جامين إلى أن الطلاب في المرحلة الابتدائية من الصعب عليهم التركيز في المذاكرة أكثر من خمسين دقيقة متواصلة، لذا من المفضل أن يأخذ الطالب عشر دقائق راحة كل خمسين دقيقة مذاكرة. وأكد على ضرورة معرفة هل يستوعب طفلك دروسه عبر السمع أم العين، وفي بعض الأحيان يفضل الطفل الاستيعاب عن طريق الكتابة، هنا لا يجب على الأهل اعتبار ذلك مضيعة للوقت، بل على العكس يجب احترام الطريقة التي تجعله يقبل على حفظ دروسه بكيفية أفضل.