ربما يستحيل لدينا أن تخرج فتاة أو امرأة من بيتها للسوق أو السوبر ماركت أو المستشفى فلا تجد من يعاكسها، وحينما تقف في انتظار سيارتها قد تأتيها العروض من كل حدب وصوب بالرقم! لماذا يساور بعض شبابنا ورجالنا أن أي امرأة واقفة هي في انتظار رقمه! ولماذا تصبح أي امرأة واقفة بلا رجل هدفا مشروعا لطوال الشوارب لمغازلتها وإيذائها.. هل هي سواليف ألف ليلة وليلة التي تدور رحاها في الاستراحات والمقاهي.. أم هي نتيجة الحرمان العاطفي.. أم ماذا؟ الغريب أن هذا الشاب أو الرجل الذي يتمادى في إيذائه لبنات الناس في السيارة أوفي الشارع أو في السوق تجده رجلاً محترماً في مجالس الرجال لا تشوبه شائبة، فلماذا العنتريات على بنات الناس؟! لا أود أن أذهب في جدل من المسؤول الفتاة أم الفتى؟، لأن هناك حالات نادرة تكون الفتاة هي السبب ولكن في الغالب تكون الاستهانة بأعراض الناس هي السبب. اذهب في زيارة واحدة لأحد المجمعات التجارية الكبرى لتشاهد بعض الشباب لا يتركون امرأة صغيرة ولا كبيرة بلا تحرش، منظر مخز ومؤسف لنا في بلد الإسلام تهان فيه المرأة في الأسواق بهذا الشكل، ونحن الذين نشتم الغرب صباح مساء ولكن على الأقل إذا ذهبت امرأتهم للسوق لا تصبح حفلة غزلان تطاردها ذئاب ضالة. يستحيل أن نرسل دورية مع كل امرأة تمشي وحدها لحمايتها، الآن تعقدت الظروف وكثرت مطالب الحياة المدنية وصار خروج المرأة لقضاء حوائجها مطلباً ضرورياً.