لم يطرأ جديد على قضية اللبنانيين المخطوفين في سوريا. ومصيرهم مازال مجهولاً، وهل هم في صحة جيّدة أم تمّت تصفيتهم. حيث تعددت المصادر المسرّبة للمعلومات المتضاربة مما أفقدها الصدقية. وتضيع حقيقة انتماء عدد من المخطوفين إلى حزب الله واشتراكهم في تدريب مجموعات مسلّحة في سوريا، وبين من يعتبر أن تلك إشاعات مغرضة هدفها التشويش على إنسانية القضية والحؤول دون عودة المخطوفين إلى عائلاتهم سالمين. والمعلومات عن انتماء خمسة من المخطوفين اللبنانيين إلى حزب الله، أعاقت عملية إطلاق سراحهم. حيث استند عدد من المحللين إلى أن العملية كانت تسير على ما يُرام باتجاه الإفراج عنهم لولا معلومات غربية وردت إلى السلطات التركية تُرجّح وجود صلة بين المختطفين وتنظيم حزب الله. المختطفون بيد الجيش الحر توالت المعلومات غير المسندة وخرج العميد السوري المنشق حسام العواك، الذي يُشرف على ما يُسمى كتائب شهداء الثورة، ليؤكد أن المخطوفين بحوزته وأن عدداً منهم اعترف خلال استجوابه بانتمائه إلى حزب الله. ترافق ذلك مع معلومات أطلقها الضابط المنشق رياض الأحمد الذي أوضح أن «هؤلاء المخطوفين مجموعة مرتبطة بحزب الله ومنهم من له مصالح تجارية وعلاقات اقتصادية مع الحزب وأخذوا النساء إلى الحج في عملية تمويه». وصدقية الضابطين المذكورين لم تؤخذ بعين الاعتبار. فالعواك ، بحسب نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي، «ليس سوى كاذب ومتسلّق ولا علاقة له بالثورة»، لافتاً إلى أن الأخير مقيم في مصر منذ مدة طويلة ومطرود من الجيش السوري منذ العام 2004 على خلفية تورّطه بملفات فساد. أما فيما يتعلق بالضابط رياض الأحمد، فلم يُعتد بما أدلى به لأن لا علاقة تربطه بالجهة الخاطفة بحسب ما أفادت به مصادر في المعارضة السورية. أجهزة تشويش مع المختطفين هذه المعلومات تقاطعت مع كلام المعارض السوري هيثم المالح الذي قال إن «اللبنانيين المختطفين في سوريا ضباط في حزب الله وليسوا مدنيين كما يشاع»، مؤكداً أنه «عُثر بحوزتهم على أجهزة تشويش ومعدات اتصال عسكرية». وأضاف المالح أنه «اقترح عدم إطلاق سراحهم لانتفاء الصفة المدنية عنهم»، مكذّباً الرواية التي روّجت أنهم «زوار عائدون من الأماكن الشيعية المقدسة في إيران». وتساءل: «لماذا مروا بحلب براً وجالوا في الشمال السوري بعتادهم العسكري الذي يكشف أجهزة الاتصالات؟». وأكد أن «أربعة منهم تم التأكد قطعياً من أسمائهم الحقيقية وصفتهم العسكرية في حزب الله». ممنوع التوجه إلى سوريا نفت مصادر على صلة بحزب الله ل «الشرق» ما يُتداول عن انتماء هؤلاء المخطوفين اللبنانيين ال11 إلى الحزب. وتؤكد هذه المصادر الواسعة الاطلاع أن «حزب الله أصدر تعميماً منذ اندلاع الأحداث في سورية منع بموجبه جميع عناصره من الدخول إلى الأراضي السورية». أما فيما يتعلق برئيس الحملة عباس شعيب، الذي قيل إنه أحد القياديين في حزب الله، فذكرت المصادر نفسها أنه «كان سابقاً ينتمي إلى حركة أمل، لكنه انفصل عنها منذ أكثر من ثماني سنوات ليُنشئ شركة على حسابه الخاص». وإضافة إلى شعيب، هناك المخطوفان علي زغيب وعباس حمود. ويجزم المدّعون أنهما من حزب الله، إلا أن المصادر تنفي علاقتهما بالحزب، لكنها تكشف أن زغيب كان عنصراً سابقاً في الحزب وانفصل عنه منذ 15 عاما ليبقى قريباً من الأمين العام السابق صبحي الطفيلي الذي أُقيل من حزب الله أيضاً. أما فيما يتعلق بحمود، فتشير المصادر إلى أنه عجوز ثمانيني ولا حول له ولا قوّة. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر سورية معارضة ل «الشرق» أن المذكورين الثلاثة أُخضعوا لاستجواب عنيف منذ ثلاثة أيام على أيدي الاستخبارات التركية. يذكر أن اللبنانيين الذين اختطفوا في حلب هم: عباس شعيب، وعلي عباس، وجميل صالح، وحسين عمر، وعلي زغيب، وعوض إبراهيم، ومحمد منذر، وحسن أرزوني، وعلي ترمس، وحسن حمود، وعباس حمود.