صدر مؤخراً للمعالجة النفسية بمركز الأمراض الوراثية في دولة الكويت، الدكتورة رضوى فرغلي، كتاب «أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية»، عن الدار المصرية اللبنانية، ويضم خمسة فصول تقع في 150 صفحة. والكتاب أول دراسة أكاديمية عربية تتناول من منظور نفسي «أطفال الشوارع»، الذين يقيمون ويعملون في الشارع بالفعل، وليس في إصلاحيات، أو مؤسسات، وأغلبهم لا علاقة لهم بأسرهم، أو علاقتهم بها هامشية جداً. واستغرقت فرغلي في التطبيق العملي بالقاهرة على عينة البحث حوالي ثلاثة شهور التقت فيها بالأطفال في أماكن تجمعهم، مثل محطات القطارات، ومترو أنفاق حلوان، والشوارع والحدائق المحتمل وجودهم فيها. وعن الأسباب التي دفعتها لعمل الدراسة، قالت فرغلي «لم أجد دراسة عربية في حدود الزمن الذي أجريت فيه دراستي تتناول الإساءة لأطفال الشوارع، ولم أجد مقياساً نفسياً للإساءة بأنواعها لأطفال الشوارع»، مشيرة إلى المقاييس المتاحة، وهي عن الإساءة للأطفال العاديين من قبل الأبوين، أو المدرسة. وأفادت فرغلي أن الدراسة تركز بشكل أساسي على الأطفال المقيمين في الشارع، والإساءة الجسدية والانفعالية والبدنية، وعلاقتها بالعدوانية، وتقدير الذات لديهم. ويضم الكتاب خمسة فصول: من هم أطفال الشوارع؟ كابوس عالمي، هكذا يبدأ التشرد، الأرانب والمومياء، وجنس وعدوان وأشياء أخرى، ويطرح بعض التوصيات والمقترحات، أهمها إعداد برامج تدريبية لكل صناع القرار والهيئات والمؤسسات المعنية بالظاهرة، وأفراد الشرطة وتدريبهم وتوعيتهم بالرؤية السليمة لأطفال الشوارع، وطرق المعاملة الملائمة لهم، وبأنَّ هؤلاء الأطفال ضحايا لظروف ليسوا مسؤولين عنها، وأنهم ليسوا مجرمين، أو جانحين، بطبيعتهم؛ وتضمين مشكلات أطفال الشوارع في المناهج التعليمية في إطار الرؤية الإيجابية لهم، وكيفية مساندتهم؛ وتدريب وتأهيل كوادر متخصصة كافية للتعامل مع هؤلاء الأطفال، لأنَّ معظم المتعاملين معهم من المتطوعين، ومع احترام هذا الدور التطوعي، إلا أنه يحتاج لتطوير وتدريب علمي يساعدهم أكثر على دعم هذه الفئة وتدريبها نفسياً وسلوكياً واجتماعياً وتعليمياً؛ زيادة المراكز النهارية وتزويدها بالمؤهلين علمياً للتعامل مع أطفال الشوارع؛ رعاية أسر هؤلاء الأطفال وتدريبهم وتوعيتهم، وتوفير مصادر دخل لهم تساعدهم في حال عودة الأطفال إليهم، وتحمي باقي الأطفال من الخروج إلى الشارع؛ دمج أطفال الشوارع في المجتمع، من خلال بعض الأنشطة والفعاليات التي تشعرهم بالانتماء للمجتمع، وتخفض من شعورهم بالنبذ، وتحد من الشعور بالعدوان تجاه الآخرين. ويعد الكتاب الثاني لفرغلي، حيث صدر لها عام 2007 كتاب «بغاء القاصرات.. دراسة في ضوء التحليل النفسي»، عن دار المحروسة، والذي نفدت طبعته الأولى، وهي الآن تعمل على تنقيح الكتاب لطبع نسخة ثانية منه قريباً. كما تعمل فرغلي حالياً على كتاب خاص بالأطفال المعاقين، وكيفية تعامل الأسرة معهم نفسياً وعاطفياً، كنوع من الاهتمام بشريحة مهمة من المجتمع. أطفال الشوارع