د.فهد عبدالكريم تركستاني – أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى, مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قالت منظمة الصحة العالمية إنَّ جميع الأطفال حول العالم يحتاجون إلى بيئات صحية ومأمونة وواقية، كما بحاجة ملحة لإصحاح بيئي شامل لتحقيق التنمية المستدامة لهم وضمان نموهم ونمائهم بطريقة عادية وضمان عافيتهم. وأكدت المنظمة الدولية أنَّ نحو ثلث الوفيات السنوية التي تلمّ بالأطفال دون سن الخامسة والبالغ عددها تسعة ملايين حالة وفاة تحدث نتيجةً لأسبابٍ وظروفٍ بيئية، وفيما يلي بعض الحقائق عن صحة الأطفال والبيئة: الحقيقة الأولى: العوامل البيئية مسؤولة عن وقوع 88% من مجموع وفيات الأطفال السنوية الناجمة عن الإسهال والبالغ عددها 1.5 مليون حالة وفاة، الإسهال هو ثاني أهمّ أسباب وفاة الأطفال دون سن الخامسة، إذ يقف وراء حدوث خمس الوفيات التي تلمّ بتلك الفئة تقريباً. وتُعزى نحو 88% من تلك الوفيات إلى عدم مأمونية المياه ونقص وسائل الإصحاح وتدني مستوى النظافة الشخصية. الحقيقة الثانية: نصف وفيات الأطفال السنوية الناجمة عن العدوى التنفسية الحادة مردّها تلوّث الهواء داخل المباني، ومن أهم أسبابه سوء التهوية المنزلية. الحقيقة الثالثة: ارتفاع سريع في معدلات وقوع الربو بين الأطفال. ويحدث هذا المرض نتيجة عوامل بيئية، مثل سوس الغبار ودخان التبغ غير المباشر والعفن والطلع. الحقيقة الرابعة: تلحق مستويات الرصاص المرتفعة أضراراً بأكثر من ثلث الأطفال في بعض المناطق النامية، يمكن أن يتسبّب التسمّم بالرصاص في عرقلة نمو دماغ الطفل. الحقيقة الخامسة: التسمّم الحاد بمبيدات الهوام من الأمور الكفيلة بتهديد حياة الأطفال. الحقيقة السادسة: الزئبق من المواد السامة بالنسبة لجهاز الجنين العصبي غير المكتمل. يبدي الأجنة والولدان والأطفال حساسية خاصة إزاء التعرّض للزئبق وذلك بسبب حساسية جهازهم العصبي غير المكتمل. الحقيقة السابعة: تعرّض العديد من الأطفال في أفريقيا وآسيا للأفلاتوكسين عبر الأغذية. الأفلاتوكسين عبارة عن مركبات سامَّة تصدر عن فطريات وتلوُّث الأغذية. الحقيقة الثامنة: يبتلع مئات آلاف الأطفال دون سن الخامسة عشرة مواد سامة بشكل غير متعمّد، ويقضي نحو 35 ألف منهم نحبهم جرّاء ذلك كل عام. الحقيقة التاسعة: العوامل البيئية تؤدي دوراً في ظهور سرطانات الأطفال. فإنّ العوامل البيئية، مثل الإشعاع والتبغ ودخان التبغ غير المباشر والأفلاتوكسين والأشعة فوق البنفسجية وبعض مبيدات الهوام، تؤدي دوراً في هذا المجال. الحقيقة العاشرة: تغيّر المناخ يسهم في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض، ولاسيما بالنسبة لأطفال البلدان النامية، يتحمّل الأطفال أكثر من 85% من عبء المرض الناجم عن تغيّر المناخ. هذه الحقائق في حق أطفالنا فلذات أكبادنا ما نتكبده من هذه الحقائق في موت الكثير من الأطفال في ظل العبث البيئي الجائر في العالم والتقدم التكنولوجي صدق الله العظيم حين قال في قوله تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم: 41.