ضمن برنامجها لاستطلاع التجارب الدولية، تستعد الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في مركز التراث العمراني الوطني لتنظيم رحلة استطلاعية إلى تركيا الأحد المقبل (لمدة أسبوع ) للتعرف على التجربة التركية في الحفاظ على التراث العمراني وتنميته، بمشاركة عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية شملت عدد من الأمناء، والمحافظين، ورؤساء البلديات. وقال الدكتور مشاري النعيم المشرف على مركز التراث العمراني الوطني إن الهيئة تسعى عبر هذه الرحلة للوقوف على نماذج من مواقع التراث العمراني في تركيا، التي نجحت البلديات التركية في الحفاظ عليها وتطويرها واستثمارها وتهيئتها بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، بعد أن كانت مهددة بالزوال. وأشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بلغت مرحلة متقدمة جداً في تعاملها ومبادراتها نحو التراث العمراني، “فالمملكة بلد كبير وشاسع ويوجد به تنوع غير محدود من القرى والمدن التاريخية والمباني التراثية التي تملك مقومات عمرانية كبيرة ذات قيمة عالية، تستحق أن نحافظ عليها ونستثمرها من أجل الأجيال القادمة، لذا رأت الهيئة التعرف على تجارب دول سبقتنا في هذا المجال، واستطاعت الحفاظ على أهم معالمها المتمثلة بالمباني التاريخية والقرى والبلدات التراثية وأواسط المدن التاريخية والقلاع والقصور والأسواق التراثية، وتهيئتها وتوظيفها اقتصاديا وثقافيا، لجذب السكان والزوار والسياح، وتركيا خير مثال على ذلك”. وأضاف النعيم: “لقد رفعنا في المركز شعار (التراث العمراني.. من الاندثار إلى الازدهار)، ونسعى في المحافظة على التراث العمراني وتطويره واستثماره بما لا يفقده أصالته وتأثيره في تأكيد الهوية الوطنية بشكل عام، وبناء شخصية المدينة السعودية في الوقت الحاضر والمستقبل.” من جانبه، أشار المهندس محسن القرني المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني الوطني بأن الرحلة تهدف إلى تعريف الشركاء في كل من وزارة الشئون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية على التجارب الرائدة في مجال المحافظة على التراث العمراني وتوظيفه اقتصاديا ، فضلاً عن التعرف على فرص العمل الناتجة عن تأهيل مواقع التراث العمراني، والوقوف على نماذج واقعية في هذا الجانب، وما يتعلق بالتنظيم المؤسسي، وآلية إدارة مواقع التراث العمراني، ووسائل تمويل المشاريع، والتعامل مع الملكيات في المواقع المستهدفة. ونوه إلى أن مشاركة عدد من أمناء المناطق والمحافظين ورؤساء البلديات في “برنامج استطلاع التجارب” هو في حقيقته دورة ميدانية مركزة، للتعرف على أساليب تحويل مواقع التراث العمراني إلى موارد اقتصادية منتجة وجاذبة لفرص العمل، وعنصر مكمل لمشاريع المحافظة والترميم للمواقع التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع شركائها. مشيراً إلى أن الهيئة سبق أن نظمت بمشاركة عدد من المحافظين وأمناء المناطق ورؤساء البلديات رحلات مماثلة إلى فرنسا وإيطاليا وتونس ومصر والمغرب واليونان. وقفت خلالها على تجارب متميزة في تطوير التراث العمراني. وقال القرني إن المشاركين في الرحلة الاستطلاعية إلى تركيا سيلتقون عدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والسياحة التركية والبلديات، كما يزورون بعض مواقع التراث العمراني البارزة في ماردين، وألتن داغي في أنقرة، ومنطقة كابادوكيا، ومقاطعة أماصرة، وسفرانبولو، وأسطنبول. الجدير بالذكر، أن رحلات استطلاع التجارب التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار تمثل أحد قصص النجاح التي استثمرتها الهيئة في بناء الوعي المجتمعي والمؤسساتي نحو التراث العمراني، وعبر تعريف المهتمين والمسؤولين في الدوائر الحكومية في المملكة، وهي دوائر شريكة للهيئة في مهمة الحفاظ على التراث العمراني، والفرص الاقتصادية التي يوفرها. التجربة اليونانية العام الماضي الرياض | الشرق