التفجيرات والاغتيالات الأخيرة التي استهدفت مواقع وقواعد عسكرية إيرانية وشخصيات نووية مهمة، تدرك طهران أنها من تدبير إسرائيلي بالشراكة مع الاستخبارات الأمريكية، وهي متيقنة من ذلك، قد يكون الأمر كذلك، لكن لماذا لم ترد؟ هذا السؤال أرق الغربيين. هل لأنهم لا يستطيعون الرد؟ أم أن إيران تخشى الوقوع في المكيدة والتورط في الفخ؟ في كل الأحوال، يظن صناع القرار في طهران، أو بالأحرى القابضون على الملف النووي، أن العقوبات وما أسمته صحيفة “لوس أنجلس تايمز” وغيرها ب”الحرب السرية”، لا تستطيع إعاقة برنامجهم النووي فعلياً، لذلك فلا حاجة للمجازفة والرد بتصعيد الوضع، لكن هل ستصمد هذه الحسابات أمام تكثيف حملات الإعاقة واستهداف قواعد الحرس الثوري، وهو ما يراهن عليه الإسرائيليون؟ هنا ستجد القيادة في طهران صعوبة أكبر في الامتناع عن الرد الانتقامي على أي ضربة موجعة تستهدف الحرس الثوري الإيراني، فهو يشكل العمق العسكري لقوة النظام، فقد كان أسهل عليها أن تضبط نفسها عند انتشار فيروس “ستاكس نت” واغتيال العلماء، ولا شك أن أي خطوات تتخذها إيران للرد على تلك العمليات، ستعني تصعيد الوضع – بشكل أو آخر- من جانب الأطراف المستهدفة في طهران، لكن باتجاه أهداف مضرة لها وللمنطقة برمتها، إنها تنتقم بخلط الأوراق وإثارة الزوابع والتورط في مخططات تخريب واغتيالات واعتداءات ضد جيرانها العرب. تُضرب إيران في العمق، وتعرف يقيناً من يستهدفها، لكن يأبى ذراعها العسكري، الحرس الثوري، إلا أن “يستعرض عضلاته” في المعركة “الغلط”.