ارتفعت حدة المخاوف لدى أحزاب اللقاء المشترك اليمنية مما يجري جنوب اليمن من اقتتال بين الإخوان المسلمين وقوى الحراك الجنوبي الأمر الذي دفعها لمطالبة الدول الراعية للمبادرة الخليجية بوقف المحاولات الرامية إلى نشر الفوضى والاقتتال في البلاد، واتهمت الأحزاب إيران بالاستمرار في دعم الحوثيين والجناح المسلح في الحراك لإفشال المبادرة. وتعد هذه المرة الأولى التي تتفق فيها الأحزاب على موقف موحد من قضية داخلية، حيث أجمعت على اتهام بعض القوى بمحاولة جر البلاد إلى مربع الفوضى والصراعات المسلحة وتهديد الأمن والاستقرار في إشارة إلى تصاعد المواجهات في الجنوب بين الإخوان والحراك الجنوبي. وطالبت هذه الأحزاب أعضاءها وأنصارها وكافة المواطنين بالتصدي الحازم لأي محاولة تستهدف تفجير الأوضاع وجر البلاد إلى مربعات العنف. وأكدت أحزاب اللقاء المشترك، وهي أكبر تكتل حزبي يمني، أن الصراع المسلح لا يخدم القضية الجنوبية وأهدافها ولا المطالب العادلة التي يمثلها الحراك السلمي طوال مراحله السابقة بتضحياته. وأدانت أحزاب اللقاء، في بيانٍ لها، العنف في محافظة عدن بكل أشكاله ومصادره، ورفضت أسلوب الحراك الجنوبي في فرض الإرادة بقوة السلاح، وحذرت أيضاً من محاولات من بعض القوى، لم يسمها البيان لكنه أشار إلى أنها لم تعد خافية على أحد، لجر البلد نحو الفوضى والاقتتال في محاولة يائسة منها لإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ونبهت الأحزاب «الإصلاح» و»الاشتراكي» و»الناصري» و»حزب الحق» و»اتحاد القوى الشعبية» و»البعث» كافة أبناء المحافظات الجنوبية إلى ضرورة الوقوف أمام هذه المحاولات القائمة على نزعات انتقامية ونفسيات حاقدة على الوطن وثورته ووحدته.وفي سياقٍ آخر، غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، صنعاء أمس بعد لقاءات مكثفة عقدها مع القوى السياسية للتمهيد للحوار الوطني الذي يواجه عقبات كبيرة بسبب رفض غالبية القوى الدخول في الحوار قبل تنفيذ شروطها. وسيقدم بن عمر تقريره حول سير عملية تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلى مجلس الأمن الذي يعقد اجتماعه الثلاثاء القادم للاستماع للتقرير. ومنذ وصوله صنعاء الخميس الماضي حرص بن عمر على الالتقاء بكل الأطراف بما فيها الرئيس السابق علي صالح لتقييم الوضع السياسي والأمني في اليمن ومتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2014 والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وقال بن عمر، في تصريحٍ لوسائل الإعلام، إن العملية الانتقالية في اليمن دخلت مرحلة حاسمة وإن مستقبل البلاد مبني على نتائج الحوار الوطني، مشددا على وجوب استمرار الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وخطتها كمرجعية رئيسية وإطار عام لعملية الحوار الوطني بكافة مراحله، والتي ستنتهي بإجراء الانتخابات الرئاسية في فبراير 2014. وأكد بن عمر ضرورة خروج مؤتمر الحوار الوطني بقرارات ملموسة لانتشال اليمن من أزمته الخانقة التي يشهدها منذ سنوات ليست بالقليلة، داعياً جميع القوى السياسية والاجتماعية في اليمن إلى المشاركة في الحوار الوطني.