تصاعدت وتيرة العنف في معظم المحافظات السورية ليل أول أمس ونهار أمس رداً على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في الحولة وعلى محاولات إعلامه والناطقين باسمه تكرار الأسطوانة الممجوجة والمهينة حول وجود طرف ثالث، ففي مدينة دمشق سمعت عشرات الانفجارات في أحياء مختلفة، وذكر ناشطون أن سيارة انفجرت على أوتستراد المتحلق الجنوبي ما أدى إلى قطعه وشوهدت سيارات إطفاء تتجه إلى المكان، كما سمع دوي ثمانية انفجارات متتالية غرب العاصمة. في السياق ذاته أعلنت كتيبة مصعب بن عمير مسؤوليتها عن ضرب معظم حواجز حرستا ليل أمس الأول رداً على مجزرة الحولة، ودارت اشتباكات كانت الأعنف في مناطق عدة من الميدنة، كما استهدفت حواجز كتائب الأسد، واستهدفت إدارة المركبات بأربع قذائف آر بي جي، واستهدفت محطة وقود حرستا العسكرية بثلاث قذائف، وردت قوات الجيش بإطلاق قذائف هاون على منطقة بسطرة ومزارع حرستا في منطقة القلعان ما تسبب بحريق هائل في أحد البيوت، كما أعلنت كتيبة تطلق على نفسها فوارس المجد أنها ستوزع عتاداً وأسلحة غنمتها من اقتحام أحد مستودعات الجيش في ريف دمشق على ثوار المنطقة الجنوبية لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، مؤكدة أن من بين العتاد عدد من الصواريخ الصغيرة. وفي دير الزور، أعلنت كتيبة الحق في البوكمال أنها استهدفت في وقت واحد حواجز الثروة السمكية وسويعية والهجانة ودمرت عربة بي إم بي في شارع «حمص العدية» وقتلت أفرادها، وذلك رداً على مجزرة الحولة، في حين فجرت كتيبة خالد بن الوليد حافلة تقل عناصر الأمن في شارع التكايا ردا على مجزرة الحولة. وذكرت إحصاءات أولية أن عدد العمليات ضد الشبيحة بعد مجزرة الحولة بلغت 64 عملية في أنحاء سوريا وأكثرها في درعا، وقتل فيها ما يقارب 287 شبيحاً. وفي مواجهة محاولات النظام الحثيثة لتحويل المواجهات إلى حرب طائفية شاملة، أصدر ناشطون علويون في الساحل السوري بياناً بعنوان «عن أحفاد الشيخ صالح العلي» أدانوا فيه بشدة المجزرة واتهموا النظام الفاشي بارتكابها محاولة منه لجر البلاد إلى مستنقع الفتنة الطائفية، وجاء في البيان أن مجزرة الحولة لا تدل إلا على ضعف النظام وقرب تهاويه وسقوطه، وأن الرد على هذه المجزرة يجب أن يكون بتصعيد الحراك الثوري السلمي من جهة، والعمل على دعم الجيش السوري الحر نواة جيش سوريا المستقبل والالتفاف حوله بوصفه الضامن الوحيد لتقويض أركان هذا النظام وسحقه، مؤكداً أن مهاجمة الجيش السوري الحر لمليشيات الشبيحة ومجموعات الأمن لا تعتبر أعمالاً طائفية، لأن الجيش السوري الحر يستهدف هؤلاء في كل مناطق البلاد بصرف النظر عن طائفتهم، وهذا عمل ثوري يندرج ضمن مهمات الجيش الحر بوصفه الجهة الشرعية والوحيدة المخولة بملاحقة هؤلاء والاقتصاص منهم دفاعاً عن الثورة. كما وجهت إدارة الصفحة الرسمية للمجلس الوطني الكردي في سوريا نداء إلى المناطق المنكوبة دعت فيه المواطنين من شيوخ وأطفال ونساء إلى اللجوء إلى المناطق الشرقية (المناطق الكردية) لأنها أكثر أماناً وأن المجلس سيلبي كافة متطلباتهم من مسكن وغذاء ودواء.