الجزائر – مراد أحسن الرئيس: الفقيدة نذرت حياتها وفنها لوطنها استقبال رسمي يليق بأميرة الطرب العربي وزيرا الخارجية والثقافة الجزائرية مراد مدلسي وخليدة تومي ووريت وردة الجزائرية بالأمس الثرى بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة حيث يدفن كبار المسؤولين في الدولة، وانتقلت وردة واسمها الحقيقي وردة فتكوي إلى رحمة الله الخميس إثر سكتة قلبية في القاهرة وقد وصل جثمان وردة مساء الجمعة إلى العاصمة الجزائرية على متن طائرة خاصة أمر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقبال النعش وزراء الخارجية مراد مدلسي والثقافة خليدة تومي والاتصال ناصر محل بالإضافة إلى فنانين ومثقفين. وألقي عدد من الفنانين وأصدقاء ومحبي المرحومة النظرة الأخيرة على وردة الجزائرية التي زين نعشها بالعلم الجزائري الذي طالما تغنت به حيث سجي نعشها في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة، قبل أن يحمل جثمانها إلى مقبرة العالية، ورافقها عدد من الفنانين وأفراد من عائلتها ومحبوها إلى جانب عدد من الرسميين الجزائريين. وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها إلى ذوي الفقيدة « (صوت ينادي أحبك يا بلادي) شاءت حكمة الله جل وعلا أن تكون هذه الكلمات آخر ما ختمت به أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية مشوارها الطويل في فن الطرب الأصيل وآخر ما غردت به في حب وطنها الجميل الذي أعطته من ذوب قلبها ومن إبداعها وسمو فنها أجمل ما تغلغل في وجدان وترنم به إنسان في حب الأوطان حب رسمته كلمات وصاغته لحنا وصدحت به صوتا عذبا سيبقى يتعالى في سماء الوطن ما بقي في الدنيا غناء». وأضاف رئيس الجمهورية في برقيته أنه: «شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان». و جاء في البرقية أيضا «لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى». و أضاف بوتفليقة «ومع وطنها وسع قلبها العالم العربي بل العالم كله فكانت إنسانة بمعنى الكلمة أحبت الناس وأحبوها وأحلوها محل السويداء من القلب والسواد من العين أطربتهم فأمروها وبعدما فجعوا فيها هم اليوم يبكونها في مشارق الأرض ومغاربها وحق لهم البكاء». وأكد الرئيس بوتفليقة «لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا وأن جعل صوتها ينادي أحبك يا بلاد يقبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين». وختم الرئيس برقيته بالقول: «وأمام هذا الخطب الجلل لا أملك إلا أن أبتهل إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يجللها برحمته ورضوانه وأن يبني لها بيتا في الجنة وأن ينزلها منزلا ترضاه مع الصديقين والأبرار وأن يضاعف لها الحسنات كفاء إخلاصها لوطنها كما أتضرع إليه تعالى أن ينزل في قلوب كافة أفراد أسرتها وأهلها وذويها وأسرة الفن قاطبة صبرا جميلا ويعوضهم فيها خيرا كثيرا ويوفي لهم أجرا وفيرا. (و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). وقبل وفاتها كانت وردة قد صورت فيديو كليب بعنوان «ما زال واقفين» بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر في الخامس يوليو المقبل حيث كان مقررا أن تشارك في إحدى فعاليات الاحتفال بتأدية أغنية خاصة بهذه الذكرى بحضور الرئيس بوتفليقة. كبار المسؤولين يتلون القرآن على جثمان الفقيدة جانب من حشود الجماهير في الجزائر تجمعات جزائرية لحظة وصول الجثمان جانب من المسيرة (أ.ف.ب) حشود الجزائريين المشاركين في التأبين حشود تجمعت للدعاء بالرحمة على وردة الجزائرية