• إن دروس البلاغة العربية الأولى من براعة الاستهلال، وحسن الاختتام، لا تعني أن المادة التعبيرية عن فكرة ما، مجرد أجراس لفظية واستفزازات لغوية كانعكاسات للوازم اجتماعية عابرة لا قضايا جادة.. البلاغة كما تعلمناها علوم ثلاثة: بديع ومعان وبيان.. والأخير هو السحر الحلال! • في المشهد الصحفي، يتسابق الكتاب – وهذا حقهم المشروع – إلى أن تصل أفكارهم عبر كلماتهم إلى شرائح أوسع من القراء.. قد تصل الفكرة عبر مركب هزيل من الكلمات، وقد يحصل العكس وهو أن تكون هناك فكرة جيدة وإنما لا يخدمها الأسلوب «والرجل هو الأسلوب» كما يقول الفرنسيون.. وإذا حصل أن التقت العبارة والإشارة بملح الخيال فهذا ما نعبر عنه بمثلنا الجنوبي «تمر بيشة وبر امسقا، ليس له وصف إذا مالتقى»! وهذا قد يصعب في المقالات اليومية لذا يحتال الكتاب على القراء باستفزاز الشعور دون بناء الوعي وتثقيف المادة المقدمة. له.. • كجدلية البيضة والدجاجة (لاك) بعض الكتاب والإعلاميين في مشهدنا المحلي صراع (الركب السود) كغزو ذكوري على بنات البلد، في مقابل (الفانيلة والسروال) كثورة مضادة من الجنس الناعم ..وكأنما الطرفان عنوان لصفحة الكتاب الشهير (الرجال من الزهرة والنساء من المريخ)..السجال يشبه نزاع جارتين طويلتي اللسان على نشر غسيل على حبل مهترئ في سطح مهجور!والنتيجة: تفاهة ×تفاهة .. ويبقى القارئ طرف المعادلة الفارغ.. • أضف إلى جوقة العناوين الفارغة (شوكولاتة حليب النوق)..والجراثيم اللغوية التي تبثها قنوات اليوتيوب وكأننا أمام هجين لغوي حتى يكتب شبابنا على سياراتهم (فكر أنا خوف)! • قبل ثلاثة عقود كان روادنا بعناوين مثل (آراء فرد من الشعب)..(وخواطر مصرحة).. أيها الكتاب: لا تنقلوا لنا فيروساتكم.. الكلمات أمانات والأجيال شاهدة لكم أو عليكم.