انهارت الهدنة في طرابلس أمس وسقط ثلاثة قتلى في منطقة باب التبانة عُرف منهم فاروق حمود. كما أصيب جندي في الجيش اللبناني جرّاء اشتباكات اندلعت فجأة. من بعد ظهر أمس، وارتفعت حدّة الاشتباكات. وانسحب الجيش الذي لم يمرّ سوى يوم واحد على انتشاره في عاصمة الشمال. واندلعت المواجهات بين باب التبانة وجبل محسن جراء قيام مجموعة مسلحة بإقامة حاجز على مدخل إحدى القرى الطرابلسية. استدعى ذلك تدخل الجيش لفك الحاجز. عقب ذلك، انتشرت مجموعات مسلحة بكثافة في أحياء المدينة. الانتشار لم يقتصر على ظهور المسلّحين بأسلحتهم، بل أخذ هؤلاء مراكزهم القتالية لتبدأ بعدها معركة واشتباكات عنيفة امتدت إلى أحياء البقار وسوق الخضار والزاهرية وستاركو وبعل الدراويش. وإثر ذلك أُلقيت قنبلة في طلعة العمري في التبانة، فأصيب جندي لبناني. ثم بدأت الاشتباكات بين الطرفين. وتحدثت معلومات أمنية عن حدوث إطلاق نار في ساحة المعتصمين في ساحة عبدالحميد كرامي. بموازاة ما يحدث في طرابلس، أسدل الستار أمس على قضية المخطوفين العالقة بين “الجيش السوري الحر” وعشيرة آل جعفر في منطقة البقاع الشمالي. انتهت القضية العالقة منذ خمسة أيام، بعدما أفرج الطرفان عن الرهائن الذين كانوا بحوزتهم. عملية التبادل جاءت بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المنطقة البقاعية، بين الجيش السوري الحر وآل جعفر وبلغت ذروتها أول أمس. حيث استُخدمت فيها قذائف “آر بي جي” و”الدوشكا”. وأسفرت عن سقوط قتيل لبناني يدعى علي أبو بكر.وأكدت مصادر “الجيش السوري الحر” أن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال كمين نصبه عناصر من حزب الله بالقرب من قرية زيتا اللبنانية”. تجدر الإشارة إلى أن الشابين خضر جعفر وعبدالله الزين اختُطفا من بلدة زيتا يوم الجمعة الماضي على يد مسلّحين سوريين. وتبين أن المجموعة الخاطفة من منطقة القصير وينتمي أفرادها إلى “الجيش الحر”، نفّذوا عملية الخطف ردّاً على توقيف جيش الأسد لثلاثة ناشطين منهم. وادّعت المجموعة الخاطفة أن الشابين المخطوفين ينتميان إلى حزب الله. وردّ أفراد من عائلتي الشابين بخطف 13 سورياً من غرب القصير، وبالتحديد من المنطقة المحيطة بقرية زيتا، علماً أن السوريين المخطوفين هم من عرب المقالدة وعرب الشقيف. في مقابل الرواية اللبنانية، تؤكد مصادر “الجيش الحر” أن خطف الشابين جاء ردّاً على خطف السوريين الثلاثة عشر. وأكدوا أن فعلهم كان ردّ فعل على اختطاف مجموعة منهم من عناصر ينتمون إلى حزب الله. يُذكر أن أبرز الرهائن الذين كان الجيش الحر يركّز على إطلاقهم هم أحمد محمود الصديق، قريب أحد القياديين في الجيش الحر الذي كان موقوفاً سابقاً لدى جهاز الأمن العام اللبناني. وآخر يدعى محمد يحيى جمرك، وهو شقيق الرائد المنشق أحمد جمرك الذي قتل في عملية قلعة الحصن التي شنها جيش الأسد قبل فترة. أما الثالث فيدعى خالد عز الدين ويلقّب ب “العرسالي”، وهو ناشط بارز في صفوف الثورة السورية بين لبنان وسوريا.