الوسطاء والمقرضون تلعب شركات الوساطة المرخص لها من هيئة السوق المالية دور الوسيط في السوق المالية السعودية، وتُعد المنشآت الوحيدة التي تتولى هذا الدور. ويُقصد بالوسطاء: الذين يقومون على تنفيذ عمليات البيع والشراء في سوق الأسهم لحساب المستثمر. ومن بين المهام التي يؤديها الوسطاء: فتح محفظة استثمارية يمكن للعميل أو المستثمر عن طريقها تنفيذ الصفقات في سوق الأسهم، وحيازة الأوراق المالية أو طرحها للمُصْدر (الشركة التي ترغب في طرح أسهمها للاكتتاب)، وتوفير التمويل اللازم والتسهيلات للعملاء للمتاجرة في الأسهم. أما المقرضون فهم الجهات المالية التي تُقرض المستثمرين لهدف واحد فقط، وهو الاستثمار في سوق الأسهم. وتلعب البنوك التجارية حالياً هذا الدور، وهو ما يسمى بالتمويل والتسهيلات، التي تعني اقتراض المستثمر جزءاً من قيمة استثماره الموجهة لسوق الأسهم من البنك، بعد أن يحدد المستثمر أو (المقترض) الأسهم التي ينوي الاستثمار فيها. ومن المعلوم أن كثيرا من الناس يرغبون في الدخول في سوق الأسهم، لكن نظراً إلى عدم توافر السيولة الكافية لديهم، فقد يسعون إلى الحصول على التمويل من الجهات المقرضة (مؤسسات التمويل كالبنوك)، وفي هذه الحالة يجدر بالمستثمر (المقترض) أن يعي الأمور التالية: البحث عن المؤسسات التمويلية التي تقرض بأقل الأسعار (تكلفة الاقتراض)، وعمل دراسة مستفيضة لتحديد القنوات الاستثمارية التي يرغب في الدخول فيها والتأكد من أنها تحقق له عائداً أعلى من تكلفة الاقتراض، ومراعاة أن عوائد هذا الاستثمار ستكون الفرق بين العائد الذي يحصل عليه وتكلفة الاقتراض، وإدراك أن الاستثمار في مجالات تحقق عوائد عالية يعني في الوقت نفسه ضرورة تحمل جانب عالٍ من المخاطر (علاقة طردية)، وبالتالي فإن الاقتراض قد يضاعف نسبة العائد وقد يضاعف نسبة الخسارة. وينبغي للمستثمر المقترض أن يحدد تكاليف اقتراضه للسنة الأولى، وذلك يتم وفق المعادلة التالية: تكلفة الاقتراض السنوية تساوي المبلغ المقترض مضروباً في نسبة الفائدة السنوية. ويتم تحديد تكلفة الاقتراض لأكثر من سنة على النحو التالي: إجمالي تكلفة الاقتراض تساوي تكلفة الاقتراض السنوية مضروبة في عدد سنوات الاقتراض. أما صافي العائد على القرض فهو ناتج إجمالي العائد السنوي من المبلغ المقترض بعد استثماره ناقصاً تكلفة الاقتراض السنوية مقسوماً على إجمالي قيمة القرض. والأمر المؤكد أن الاستثمار في سوق الأوراق المالية من خلال الاقتراض يحتاج إلى دراية تامة بتكلفة الاقتراض وسنوات سداده والعائد المتوقع، لأن من شأن هذه المعلومات جعل الاستثمار محسوب المخاطر. ويمكن الحصول على معلومات إضافية في هذا الجانب من خلال كتيب ‹›الاستثمار في سوق الأسهم›› الذي أصدرته هيئة السوق المالية في إطار نشاطها التثقيفي للمستثمرين الحاليين والمتوقعين، وهو متوافر مع 13 كتيباً آخر على الموقع الإلكتروني للهيئة. معلوم أن هذا الكتيب يوزَّع مع الكتب التوعوية الصادرة عن الهيئة مجاناً في المعارض المتنقلة التي تقيمها الهيئة في الجامعات والمدارس والأسواق.