أكدت اختصاصية علم النفس إلهام حسن أن فوضوية الأطفال وسيلة من وسائل تعلمهم وبناء عقولهم، فحين يقلب الطفل في ألعابه وأشيائه، ويستمتع بعملية الفك والتركيب، يستطيع من خلال ذلك معرفة الخطأ من الصواب، خاصة في عمره الأول، وهو السن الذي تزيد فيه حركة الطفل، وتقول «يسعد الطفل كثيراً عندما يعبث بالأدراج والخزائن، أو يسكب كوب الحليب على الأرض، فتساعده هذه الأمور على اكتشاف ما حوله، إضافة إلى أنها تجلب له المتعة؛ وعلينا السماح للطفل بالتجول بحرية في أركان المنزل، على أن يبقى تحت رعاية الأم، خاصة وأنه في سن اكتشاف الأسباب وحب التقليد»، موضحة أن على الأم ضبط انفعالاتها وألا تبادر بالصراخ العالي أو ضرب الطفل، حيث تحد بذلك من اندفاع طفلها لاكتشاف الحياة، وتحبط رغبته في التعليم وحيويته، مما يرسخ في نفسه سلوكاً سلبياً يرتبط بالخوف والتردد». وأشارت إلى الدراسات الحديثة التي أثبتت أن إساءة معاملة الطفل تترك آثاراً سيئة في عقله، مبينة أن عدم مبالاة الأم يدفع الطفل إلى عدم الانتظام في حياته، فينشأ اتّكالياً يعتمد على غيره حتى في أموره الشخصية، وتوضح «على الأم أن تتصرف بحكمة لا تحد فيها من حرية طفلها، ولا تُسهم في بناء شخصيته بشكل سلبي يضعفه، بأن تحاول جذب انتباهه إليها بذكاء، كي تكرس في نفس الطفل حب الانتظام والدقة، كأن تلعب معه بألعابه، وتحرص على وضعها في أماكنها المخصصة أمامه، فلا ينصح بالانتظار حتى ينام الطفل لنقوم بترتيب وتنظيف المكان؛ بل يجب أن يشاهد ذلك، كي يرسخ في ذهنه أن ما يسببه من فوضى يحتاج إلى إصلاح وترتيب، وبالتالي تقل الفوضى من حياة هذا الطفل، ويصبح حريصاً على النظام، ويفعل ما يحلو له».