يبسط مهرجان “كان” الذي سلم من شر الأزمة على ما يبدو، السجاد الأحمر ابتداء من الأربعاء المقبل لاستقبال العالم أجمع في دورته الخامسة والستين التي يتنافس في إطارها 91 فيلماً من حوالى ثلاثين بلداً. من نيكول كيدمان، وبراد بيت، إلى الجيل الجديد من الممثلين الصاعدين، من أمثال زاك إفرون، وروبرت باتينسون، وكريستن ستيورت، مروراً بكايلي مينوغ، وماريون كوتييار، التي مثلت في فيلم “دو روي إيه دو” لجاك ازديار المرشح في المسابقة، سيصعد النجوم السلالم التي بسط عليها السجاد الأحمر تحت صورة كبيرة للنجمة الشهيرة مارلين مونرو التي توفيت في أغسطس 1962، واللافتة الرسمية لدورة العام 2012 من مهرجان “كان” الذي لم تحضره النجمة الشقراء قط. وأشار المندوب العام للمهرجان تييري فريمو المسؤول عن قائمة الأفلام الرسمية المرشحة في المسابقة وفئة “نظرة ما” التي تضم 60 فيلماً من بينها 22 فيلماً مرشحاً لجائزة السعفة الذهبية، إلى أن “كان يبقى الملتقى الأبرز لجميع المعنيين بعالم السينما. وتتباهى سينما “كان” المعروفة بحسها الإبداعي (والتي تضم أيضاً تظاهرتي “لا كينزين دي رياليزاتور” الخاصة بالمخرجين، و”أسبوع النقاد” على هامش المهرجان) باستيفائها معايير الانتقائية والتنوع والشمولية. وأكد تييري فريمو أنه من شأن الأفلام المختارة أن ترتقي إلى مصاف متطلبات رئيس لجنة التحكيم المخرج الإيطالي ناني موريتي، الذي سبق له أن أعرب عن رغبته بأفلام “تفاجئه”. وخلال هذه الدورة، تعود أميركا اللاتينية إلى الأضواء مع الفيلم المنتظر “أون ذي روود” للمخرج البرازيلي والتر سالس المقتبس عن رواية للكاتب جاك كيرواك، بالإضافة إلى بروز دول ناشئة في مجال السينما، مثل كولومبيا، وظهور أستراليا، وسينما خاصة بالسكان الأصليين مع الفيلم الأول لوين بلير تحت عنوان “ذي سافايرز”. كذلك يسجل خلال هذه الدورة تراجع لدور آسيا وتجدد دور أميركا الشمالية والأفلام العاكسة لشخصيات مخرجيها مع فيلم “مونرايز كينغدوم” الذي يأتي بتوقيع ويس أندرسون مع بروس ويليس وتيلدا سوينتن وهارفي كيتل الذي سيعرض في افتتاح المهرجان. وتتميز هذه الدورة أيضا بمشاركة فرنسية واسعة مع ثلاثة أفلام متنافسة لفرنسيين هم أوديار وليوس كاراكس وعميد المخرجين آلان ريسنيه (90 عاما) الذي سيعرض فيلم “فو نافي أنكور ريان فو” الأشبه بوصية سينمائية. إلى ذلك، تشارك في هذه الدورة الممثلة الفرنسية ساندرين بونير مع أول فيلم من إخراجها “جانراج دو سون أبسانس” الذي يعرض في تظاهرة “أسبوع النقاد”. ويأتي فيلم “أمور” للنمسوي مايكل هانكي الذي صور في فرنسا مع إيزابيل أوبير، وجان لوي ترنتينيان، والفيلم الثالث من إخراج كزافييه دولان (من كبيك)، البالغ من العمر 23 عاماً، تحت عنوان “لورنس أنيويز” مع ميلفيل بوبو وناتالي بايي. وجرت العادة خلال المهرجان على تسليط الأضواء على المشاكل التي تعصف بالعالم. فكانت حصة الأسد هذه السنة من نصيب إفريقيا مع فيلم يتناول الثورة المصرية تحت عنوان “بعد الموقعة” ليسري نصرالله، وفيليمن عن الإرهاب من المغرب والجزائر وفيلم عن الهجرة من السينغال لموسى توريه يحمل عنوان “لا بيروغ”. كذلك، يعرض برنار-أنري ليفي فيلمه الوثائقي حول الحرب في ليبيا وسيقدم البريطاني جيريمي آيرونز الوثائقي المتمحور حول النفايات. ولن يحضر شون بين لترويج فيلم لعب فيه هذه المرة، بل لجمع أموال للمنظمة غير الحكومية التي أسسها في هايتي بعد زلزال يناير 2010. ولفت مدير المهرجان جيل جاكوب إلى أن حضور النجوم إلى “كان” يعود بالنفع على الجميع”، موضحا أن نجاح المهرجان يعزى إلى مزيجه الموفق من الميزات المتوسطية والفنون والأعمال الذي يضاف إلى سوق الأفلام. وكانت دورة العام 2011 من مهرجان “كان” قد ساهمت في فتح باب الشهرة أمام الفيلم الصامت بالابيض والأسود “ذي آرتيست” الذي حصد بعد عشرة أشهر خمس جوائز “أوسكار”. وبغية الاحتفاء بالذكرى الخامسة والستين لإطلاق المهرجان، أعد جيل جاكوب فيلما يضم مشاهد مؤثرة من المهرجان تحت عنوان “أون جورنيه بارتيكوليير” سيعرض في 20 مايو قبيل حفل عشاء يليه عرض ألعاب نارية. أ ف ب | باريس