قدر خبراء في مصرف ” جولدمان ساكس” الاستثماري زيادة حجم رؤوس الأموال المتداولة في أسواق الأسهم الناشئة إلى ثمانين تريليون دولار. فيما قدروا حجم رأس المال المتداول في أسواق الدول الصناعية المتقدمة بما لا يزيد على 66 تريليون دولار. وتشكل هذه التقديرات في حال صحتها نقطة تحول بالغة الأهمية، إذا علمنا أن حجم رأس المال المتداول في الأسواق الناشئة لم يزد على 14 تريليون دولار عام 2010، مقابل ثلاثين تريليون دولار لأسواق الدول الصناعية على الترتيب. وأفاد المحللون أن الآفاق طويلة الأجل التي تنتظر الأسواق الناشئة تعد أفضل بكثير من نظيراتها لدى الدول الصناعية المتقدمة، فيما يؤكد مصرف ” جولدمان ساكس” في أحدث تقاريره حول الأسواق الناشئة أن الفرص المحتملة لحدوث زيادة في إجمالي حجم رؤوس الأموال المتداولة في أسواق الأسهم الناشئة تزيد كثيرا على نظيرتها في أسواق الدول الصناعية بحلول عام 2030. وقد تعرضت أسواق الأسهم الناشئة، وفقا لتقرير موقع “إيكونومي واتش”، إلى ما يشبه الصدمة العام الماضي، الأمر الذي يعزى بصورة أساسية إلى ارتفاع التضخم، وأسعار الفائدة المرتفعة ، وتصاعد مشاعر عدم اليقين بشأن منطقة اليورو، والشكوك المحيطة بفرص التحسن السريع للاقتصاد الأمريكي. وجاءت المحصلة النهائية لهذه العوامل على هيئة تدهور بلغت نسبته 20,6% لمؤشر ” مورجان ستانلي” المركب لأسهم الأسواق الناشئة خلال العام الماضي. وأعرب رئيس وحدة الخدمات الاستشارية في ” بلاك ستون ” بيرون واين، عن اعتقاده أن الأسهم في الأسواق الناشئة سوف تعاود الصعود بما يتراوح بين 10 و 15%، محققة تحسنا حقيقيا في قيمتها خلال العام 2012، غير أن السقوط الكبير الذي تعرضت له هذه الأسواق العام الماضي كان من الحدة لدرجة أن هذا التحسن المأمول سوف يترك مؤشرات الأسهم هناك بنهاية العام الجاري دون مستواها في يناير الماضي. وفي النسخة الأخيرة من قائمة ” المفاجآت العشرة” التي يصدرها واين سنويا، قال محلل ” بلاك ستون ” إن مضاعف الربحية البالغ 10,8 ضمن مؤشر MSCI للأسواق الناشئة سوف يعزز اتجاه الصعود في أسعار الأسهم هذا العام، وأن معدلات النمو سوف تنخفض بدرجة ما في الصين والهند والبرازيل. وفي سياق مواز، يعتقد كبير الاستراتيجيين المسؤول عن أسهم الأسواق الناشئة في ” جيه بي مورجان “أدريان موات، أن اتجاه الهبوط السائد في الأسواق الناشئة سوف يتحول إلى الصعود بحد أقصى في النصف الثاني من العام الحالي. ويأتي هذا التوقع على خلفية انخفاض التضخم في الأسواق الناشئة في ظل تراجع أسعار السلع والأغذية، إلى جانب قيام البنوك المركزية في الأسواق الناشئة بتخفيض أسعار الفائدة خلال 2012. أما المحلل المالي في شركة “بيمكو” للأوراق المالية رحمن، فيرى أن الأسواق الناشئة تظل على حساستها الشديدة تجاه التدفقات المالية المفاجئة التي تتسبب فيها الأموال الساخنة، وهي رؤوس الأموال التي ترتبط وجودها في سوق ما بفرص الربح السانحة، قبل أن تعكس قرارها الاستثماري في لحظات كي تغادر السوق هربا من أي مخاطر محتملة، لتعيد الكرة مرة أخرى في أسواق جديدة.