تشهد الملحقية الثقافية السعودية بالمغرب استنفاراً منذ شهرين تقريباً لمتابعة حالة الطلاب والطالبات السعوديين الدارسين في الجامعات والكليات المغربية بعد أن أعلن وزير التعليم العالي والأطر المغربي الحسن الداودي عن حالة فساد عارمة تجتاح التعليم العالي بالمغرب. وأشارت مصادر ل «الشرق» إلى تحركات جادة للملحقية الثقافية بالرباط وزيارات متتالية للجامعات لتجنيب الطلبة السعوديين آثاراً قد تطالهم جراء ذلك الفساد. وكشفت جهات رسمية مغربية عن بعض ملامح هذا الفساد تمثلت في تزوير للشهادات، ودرجات المواد، وبقاء بعض الدارسين خارج المغرب إلى حين موعد الاختبار، إضافة إلى التلاعب في شهادات المعادلة الجامعية بمنحها لبعض الطلاب خارج إطار القانون والمعايير المعتمدة أو شراء الشهادات. وأشارت المصادر إلى أن الملحقية تتواصل بشكل مكثف مع الطلبة السعوديين في المغرب لمتابعة تقاريرهم الدراسية بعد كل فصل دراسي. ووجهت الطلاب إلى ضرورة إحضار كشف مستوى التحصيل الدراسي للفصل الدراسي المنصرم الذي انتهى قبل أسبوعين تقريباً. وكان وزير التعليم العالي المغربي قد أعلن في وقت سابق عن إحالة ثلاثة عمداء لجامعات وكليات مغربية للقضاء المغربي بعد ثبوت تورطهم بعدة قضايا فساد إدارية ومالية، مؤكداً أنه سيحاسب كل من يتورط في أي عملية فساد في التعليم العالي بالمغرب. يذكر أن وزارة التعليم العالي السعودية باشرت مؤخراً حالة طالبة سعودية بإحدى الجامعات المغربية حرمت من مكافأة مخصصة للطلبة المتفوقين علمياً بعد تسليمها شيكاً بمبلغ الجائزة امتنعت الجامعة عن صرفه لاحقاً لكون الطالبة سعودية على أساس أن هذه الجوائز تمنح للمغاربة فقط، فأصدر نائب وزير التعليم العالي أحمد السيف توجيهاته للملحقية الثقافية بالرباط بمنح الطالبة منى الزهراني مكافأة التفوق دون مناقشة أسباب حجب الجائزة مع الجامعة وتسليمها مبلغ ثمانية آلاف درهم في حينه.